لا يخفى على المتتبع حقيقة ما يجري اليوم في العراق من إرهاب أعمى ما زال عاصفا بكل نواحي الحياة منذ أكثر من عقد من الزمن ، ولا ننسى الدور الذي تؤديه وسائل الإعلام (المسموعة والمرئية والمقروءة) في توجيه وتشكيل الرأي العام التي تسهم تارة في الكشف عن انتهاكات حقوق الانسان وترسيخ السلم الاهلي او اشاعة النعرات القومية والدينية والمذهبية والعرقية فتقلل من وطأة الصراع وتارة اخرى تسهم تأثيرها في التأجيج الوضع وخلق ازمة مجتمعية نتيجة توصيل صورة غير حقيقة على مجريات الامور في مكان الحدث ..!! لذا سنبين للقارئ الكريم وبشكل مبسط عن الوجه الحقيقي للمنظومة الاعلامية التي تلعب دورا بارزاً في قضيتين ( طوزخورماتو وديالى) بالرغم انهما يتصفان بقضية واحدة من حيث التخطيط والاستهداف الارهابي لكن يتعدد المفسرون الاعلاميون من اخراجها الفني للرأي العام ولذلك نترك لكم الحكم لهما بالضمير ..! كلنا نعلم ماذا جرى في محافظة " ديالى " من احداث دامية وما مرت بها من ايام عصيبة نتيجة العمليات الارهابية في السنين السوداء من تاريخ العراق 2005-2007 مما الحقت اضرار مادية وبشرية وتدمير البنى التحتية لها لكن بجهد اهالي المحافظة من الشيوخ العشائر والوجهاء قاموا بالتعاون مع الاجهزة الامنية العراقية استطاعوا ان يخرجوا هذه المحافظة من اوكار الارهاب وإرجاع الامن والحياة اليها لكن لو نذكر كيف كانت دور وسائل الاعلام في ذاك الزمن حيث لعبت دورا هاما بعضها أسهمت من تقليل وطأة الصراع (الفتنة الطائفية) وزرع بذور المحبة والوئام والوحدة وبعضها عملت على تأجيج الوضع وزرع بذور (الفتنة الطائفية) الحقد والكراهية والتفرقة بين ابناء الشعب الواحد..! وما اشبه اليوم بالأمس من حيث التفسير الممنهج يجري اليوم في هذه المحافظة وتحديدا في قضاء المقدادية كما يروج عنها الاعلام في الفضائيات والقنوات المأجورة بأنها (حرب طائفي) بين ابناء هذه المحافظة و استهداف لمكون وطائفة معينة وتفسيرا سياسياً انها استهداف لأمن ووحدة العراق لكن في الحقيقة هو " صراع ذات طابع عشائري بين قبيلتين بني تميم والجبور كل منهما ينتمي الى قرية في المحافظة " مما قام الثاني بإعداد انتحاري يلبس حزاماً ناسفاً فجر نفسه داخل مجلس عزاء في حسينية الزهراء تابع لأحد شيوخ بني تميم في قضاء المقدادية – قرية الشاخه مما اسفر عن "استشهاد 25 شخصا وإصابة 26 اخرين بجروح" ، وبعد القاء القبض على الجناة من قبل الجيش والشرطة وهم تابعين الى قرية الكف التي يسكنها ابن شقيق نائب السابق في البرلمان العراقي من بني الجبور وهو المخطط الرئيسي للعملية الارهابية لاستهداف مجلس العزاء ، فمجرد اعتراف الجناة بالحقائق وكشف امرهم اوعزوا الى جميع سكان هذه القرية (الكف) و جميع القرى المجاورة لها بالرحيل عن قراهم وذلك لتحويل القضية من قضية جنائية ارهابية الى قضية تهجير طائفي وذلك لتستر على الحقائق والخوف من كشف الأوراق ..!! لكن في الحقيقة استغربت من الامر وهو اهتمام وسائل الإعلام والسياسيين من تضخيم قضية ديالى وأحداثها مما قاموا بتحويل مسار القضية وإخراجها بشكل معاكس لكسب الرأي العام من خلال ضربهم على وتر حساس وهي ( الطائفيـة ) فاليوم قام الدنيا وما تقعد على ما يجري في ديالى من تهجير وقتل ووو...!!! لذلك لا اريد الخوض في قضية ديالى اكثر من هذا فقد وضعتها مقدمة بسيطة للمقارنة بين الحق والباطل وبيان دور الاعلام الزائف والمسيس تجاه القضايا ودورها المخجل في نقل الحقائق عن الابادة الجماعية للتركمان في قضاء طوزخورماتو المنكوبة التي تبعد عن العاصمة بغداد 180كم وعن كركوك 70كم وتبعد عن مركز صلاح الدين 110كم ..! اريد ان ابين للشعب العراقي حقيقة ما يجري اليوم في قضاء طوزخورماتو المنكوبة ومقارنتها مع قضية ديالى من احداث دامية ومرعبة وتدمير للبنى التحتية وانعدام الحياة فيها وهي اكبر من قضية ديالى وأبشعها منظراً لكن دور الاعلام غائباً فيها لذلك اصبحت قضيتها خبر كان تنقل عنها اخبار بمرور الكرام دون التوقف عندها او مناقشتها من قبل المحللين السياسيين ، اعتقد سببها واضح لأننا نحن التركمان عراقيون نؤمن بالوحدة الوطنية والإسلامية ولا نقبل التفرقة بين ابناء الشعب الواحد وسلميون لكن ربما مخطئون في تقدير الظن للمقابل ..!! القنوات والفضائيات المأجورة وحتى الحكومة العراقية والمحللين السياسيين والمثقفين غضوا البصر على ما يجري بحق الشعب التركماني في قضاء (طوزخورماتو) المنكوبة من ابادة جماعية من خلال العمليات الارهابية (التفجيرات والعبوات الناسفة وقتل بالأسلحة الكاتمة والتهجير) ربما هذه الامور لم يلفت انظار المسؤولين والإعلاميين وحتى الشباب الناشطين والمنظمات العاملة في حقوق الانسان بالعراق لذلك سندرج لهم احصائيات خطيرة وحقائق لمن لا يعلم حقائق ما يجري في هذا القضاء من الانتهاك لحقوق الانسان امام انظار الحكومة المركزية والمحلية والإقليم منذ عام 2003 الى 2013م لعلها يُـقض النائمون ويهز ضمائرهم الساكنة : حيث بلغ عدد الشهداء اكثر من {400} شهيد من ابناء قضاء طوزخرماتو و اصابة اكثر من {1084 } اخرين وتدمير اكثر من {500 } منزلا و{40} محلا تجارياً وتهجير{1000} بيت(عائلة) جراء تنفيذ اكثر من {50} تفجيرا ضمن مسلسل استهداف التركمان في هذه المدينة منذ سقوط النظام الى يومنا هذا ..!! وربما سائل يسأل من اصحاب الشهداء والجرحى والمهجرين الى متى السكوت عن الابادة الجماعية بحق التركمان في طوزخورماتو المنكوبة..؟!! وأين دور الاعلام الحر من استهداف وإبادة التركمان في العراق ..!!
|