مَنْ المسؤول عن قتل العراقيين ولماذا؟

 

بعدَ سقوط نظام البعث وهروب قادته الأشاوس أمام اول دبابة أمريكية تطأ أرض بغداد ، تشكّلت بعض العصابات من بقايا المخابرات والأمن الصدامي وبعض القوى الأرهابية المهزومة من أفغانستان والمهرّبة من دولٍ عربية وأخرى إسلامية، أستمرّت هذه العصابات بعمليات القتل والتفجير ضد أبناء الشعب الأبرياء تحت عنوان مقاومة المحتل الأمريكي ،وقد أستهوى هذا العنوان بعض الشباب من كلا الطائفتين لينضموا الى تلك المجاميع حتى بلغ

 بهم التمادي الى قتل بعضهم البعض في إستهداف طائفيٍ بغيض أستمرَّ عدة سنوات، توقفت الحرب الطائفية ...ولم يتوقف إستهداف الشيعة في كل الظروف وفي جميع المناسبات ، وكان البعض يتهم الأمريكي بأرتكاب بعض العمليات والآخر يتهم دول الجوار وتخمينات وتحليلات أخرى متعددة لاتسمن ولاتغني من جوع، والضحية هو الشعب الذي لم يتوقف معه نزيف الدم منذ نشأته الأولى ، حتى إذا لم تكن هناك حربٌ مع جيراننا كان النظام السابق يجبرنا بالتبرع بالدم الى الفلسطينيين ، حتى لاتفارق عيوننا رؤية اللون الأحمر، كان هناك ثمّة أمل بأستقرار العراق أمنيا بعد خروج

 الأمريكان من العراق ، لأنه كان يُعتقد أن العمليات الإجرامية هي بسبب وجود المحتل الأمريكي ، وخروجه من العراق سيسقط هذا السبب عند(المقاومة) ويتنفس الشعب العراقي الصعداء ، وهاهو الأمريكي قد خرج من أرض العراق ولم يبقِ فيها وعليها إلاّ العراقيون… فلماذا لم تتوقف عمليات القتل ؟ ومَنْ هو القاتل ؟ هل هو البعثي الذي طُرد من قيادة الدولة وأُنتزعت منه السلطة ؟ لكنّه عاد ببركة المصالحة الى مواقع مهمة في الدولة وفي مواقع قيادية في الجيش والشرطة ، أم ذلك الطائفي الذي يصعب عليه أن ينتحى ولو قليلا عن السلطة حتى لو كان ذلك تحت ضغط الديمقراطية

 وبالإنتخاب؟ فيستعين بالأرهابي القذر القادم من خارج الحدود ليمكنه من قتل الأبرياء، وهؤلاء أيضاً لم تستثنهم المصالحة والمطارحة الطائفية وتقاسموا معهم كل المناصب حتى الآذان خضع للمحاصصة ! وحتى صلاة الجمعة صارت موحّدة بالتناوب والتي ببراكاتها تشتعل بغداد مساء كل جمعة ويسقط عشرات الضحايا! ولكن مهما تعددت الأسباب ومهما تعمّقت الخلافات لاتُبيح قتل الأبرياء، إن كانت الأسباب سياسية فلعنة الله على السياسة والسياسيين ، وإن كانت الأسباب دينية عقائدية فلعنة الله على المتدينين وعلى من يفتي لهم ويأمرهم بالقتل ، واللعنة الكبرى على كل

 سياسي ومسؤول في الدولة يتبوء منصباَ وهو غير كفوء له ولا يحمي ابناء شعبه ، لعنة الله على مَنْ يتواطيء ويتساهل مع القتلة والمجرمين على حساب مادي أو حفاظا على منصب ، بأي ذنبٍ يُستهدف الأبرياء العُزل ؟ والمعنيون قابعون في قصور محميةٍ ، ماذا يدلُّ ذلك ؟ يدلُّ على أن الذي يمارس القتل والتفجيرات ضد الأبرياء من أي فئة كان فهو لايمتلك ذرة شرف ...لاديني ولاسياسي  وهو في منتهى الخسة والحقارة ، أما أنتم يامن إنتهى لكم أمر الأمة وبسببكم هذا القتل ، صونوا هذا الشرف وكونوا أشداء على الأرهاب والأرهابيين...وليكن عندكم سبق أمني وداهموا خلايا

 الأرهاب قبل أن تداهموا مقاهي الشباب في الكرادة وغيرها وتتفاخرون بغلقها وتعتبرونه إنجازا مشرّفا وتلتزمون الصمت امام سيول الدماء اليومية كصمت قناة العراقية وغيرها من القنوات التي تغرّد خارج معاناة العراقيين.