خفافيش الفيسبوك

 

صدق من قال ان شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك وغيرها قد تكون نعمة او نقمة، وهي في الأولى وسيلة لصنع حوار حضاري وأنساني تتخلله عمليات تبادل للأفكار والمعلومات والرؤى قد تتطور إلى مواقف جادة تهدف إلى انتزاع حقوق المواطن والوطن من الطغاة والمستبدين فتتحول هذه الوسيلة المعلوماتية إلى أداة لخلق ثورة شعبية كبرى لإسقاط الأنظمة بدون طائرات او دبابات وهذا ما حصل فعلا في تونس ومصر وليبيا ومناطق أخرى في العالم, والآتي سيكون أعظم، وهذه واحدة من النعم الكثيرة للشبكة العنكبوتية العالمية.

اما النقمة فتتمثل بسيل عارم من التندرات والحديث الفارغ والسخيف الذي لا ينطوي على معنى ومعلومات وأفكار عميقة ، فهو مجرد تعليقات سطحية وسخيفة وأخرى تعليقات غير منضبطة الألفاظ وبعض منها يطلق اتهامات ويزوّر حقائق فيخدش الحياء العام وينتهك خصوصيات الآخرين باعتماد القذف والتشهير المنطلق من نفسيات مريضة وحاقدة لا تمتلك الشجاعة على المواجهة فتختبئ وراء أسماء مستعارة مثل خفافيش الليل التي لا تستطيع ان تحلق في وضح النهار فتلجأ الى الكهوف المظلمة مع الأفاعي والعقارب والحشرات الضارة .

 وهذه الممارسة كشفت لنا عن شخصيات مهزوزة وأصحاب مصالح يتجنون على الآخرين لأنهم كانوا سدا منيعا امام تحقيق رغباتهم غير المشروعة.وليس غريبا ان يتصدر هذه الحملات بعض الذين يحملون الشهادات العليا ومواقع سياسية وأكاديمية وإعلامية وفنية وقانونية معروفة، حيث يستخدمون مواقع لشخصيات مضللة وأخرى مأجورة للقيام بعمليات التشهير في أقذر عملية تشهدها هذه الوسائط منطلقة من أمراض نفسية وشعور بالفشل والحقد وعقد عائلية يعانيها البعض فيحاول ان يسقط بكل ما يعانيه من سقوط أخلاقي وأدبي على الآخرين، فيصور خصومه بأنهم يمتلكون كل مساوئ الدنيا .

ونعتقد ان كل هذه الخصائص ربما يمارسها الخفافيش أنفسهم وربما ان تاريخهم العائلي والشخصي قد انغمس بهذه الموبقات فيحاولون ان يلصقوها بالآخرين لاسيما الذين سجلوا نجاحات كبيرة او أنهم يعرفون حقيقة هذه العقارب السامة.

ولكن برغم هذا وذاك وبمنطق التاريخ لا يصح إلا الصحيح، فمن كان حسنا لا تستطيع كل كتاكيت وخفافيش الفيسبوك ان تشوه صورته، وكذلك لا تستطيع كل هذه الوسائل إن تبيّض صفحة تلك العقارب الجبانة التي لا تمتلك شرف القدرة على إعلان أسمائها الصريحة فلجأت لهذه المؤامرات الحقيرة التي يتضامن فيها الذين يشعرون بتأزم الذات والشعور بالنقص وافتقادهم للنزاهة والمصداقية والشرف ، ففاقد الشيء لا يعطيه.