يوميات مواطن في دول القانون

 

لو كنا في الأيام العادية التي لايحترمها دعاة التدين لأستطعنا تبرير مايحدث معنا كعراقيين في الشارع لكن أن تكون ممارساتهم بهذا الشكل اللاأخلاقي في شهر رمضان الحرام فهذا مايجعلنا نتساءل الى أي دين ينتمون والى أي منطق يستندون

لاأريد أن أشخصن الموضوع لكني أروي ماحدث معي كأحد العراقيين الذين يتعرضون الى المئات من هذه الحالات الإذلالية من قبل مسؤولي الحكومة وأفرادها الذين يتواجدون بكثافة دون تقديم أي حلول لابل تواجدهم أصبح جزءا  من الأزمة ولو تركوا الشعب لوحده لأدار نفسه بنفسه أفضل بكثير من تسلطهم عليه بهذه الطريقة السادية

ذهبت صباحا الى إحدى دوائر العراق للقيام بإجراء بعض القضايا الروتينية السرطانية التي تمارس على المواطنين العراقيين من أجل إذلالهم ليس إلا , مررت على إحدى السيطرات فجاء دور تفتيش سيارتي فقال لي الشرطي إسمح لي بهويتك ؟ فأعطيته جنسيتي العراقية فقال لي كم هي مواليدك ! على رغم إنها مكتوبة ولاتوجد أية جنسية عراقية خالية من المواليد ورغم ذلك قلت له أني مواليد بهذا التاريخ لكنه لم يكتف بهذا السؤال فأردف السؤال الثاني وياليته لم يسأل لقد سألني سؤالا إستغربت منه كثيرا كما إستغرب جميع الجالسين معي في السيارة من سؤاله وكان سؤاله بالحرف الواحد ماهو رقم سجل الجنسية ! فأجبته ماهذا السؤال ! فقال ماذا قلت قلتُ له أني أستغرب من سؤالك هذا فقال تفضل إنزل وماكان عليه الاليذهب بجنسيتي  الى مقر الحاسبة ويدقق بها في ظل أجواء الحر تحت الشمس ! لقد تعاملت معه كأي شخص لايفقه في التعاملات الإنسانية من دون أن أتخذ أي إجراء لأني أعرف جيدا إن أية شكوى أقدمها عليه سوف تنعكس عليّ ولاأستغرب منهم عندما يجعلوا مني إرهابيا ينوي تفخيخ سيطرتهم فذهبت تاركا شكواي الى الله

وصلت الى الدائرة بشق الأنفس فإذا بموظفات الدائرة لايمتلكن أقلاما لكي يكتبن بها معاملات الناس فماكان بي الا أن أخرج قلمي لكي أفض نزاع الأقلام , ماأن إنتهت قصة الأقلام حتى جاءت قصة الكابسة ومادتها وأستمريت على هذه الحالة الى نهاية الدوام وماأن حان وقت إنتهاء الوقت الرسمي للدوام خلال عدة ثوان لم أجد موظفا واحدا داخل الدائرة .