من اجل استرداد الامن المفقود والثأر لدمائنا المهدورة

 

في وقت ينتظر العراق كبلد والعراقيون كشعب ان تنفرج الاوضاع وتخف وطأة الارهاب الاعمى يتلقون بمزيد من الاسى والحسرة الهجمات تلو الاخرى هذا الاسى الذي نتحدث عنه اليوم لم يكن نتيجة هجمات ارهابية مفاجئة تضرب مدنهم وقراهم بل انه يندرج ضمن مسلسل طويل عمره عقد تقريبا واسبابه التي يحاول مسؤول هنا وقيادي هناك ان يبررها او يغيرها ويرميها على خانة تغير الارهاب وجماعات الضلالة تكتيكاتهم وطرق تنفيذهم لها بين فترة واخرى وسط تبجح البعض وادعائهم الكاذب انهم اصحاب منجز امني ولعلهم يصدقون احيانا في انهم حاولوا وقف مسلسل العنف الدامي الذي يجتاح البلاد لكن المحاولة لاتعني الانجاز ووقف الارهاب عند حده ومنعه من شن هجماته الدامية وهناك اختلاف بين المحاولة وايجاد سبل المعالجة الامنية الناجعة التي تستبق الحدث الاجرامي وهو ما يدعونا حقا لان نكون صريحين وواقعيين في تشخيصنا للحالة التي نحن عليها اليوم وهي بالكاد تنحصر في بيان اسباب التدهور الامني وكيفية المعالجة التي نريد لها ان تكون فاعلة ومؤثرة وذات مصداقية وكل ذلك طبعا غير مرتبط بالعنصر الامني من صغار الضباط والمراتب الذين تملى عليهم الواجبات والخطط ويطلب منهم تطبيقها بلا نقاش بل ان الامر مرتبط بالقيادات التي تضع هذه الخطط ابتداءا من اعلى الهرم وصولا الى القادة الميدانيين الذين يسددونها وينقلونها الى من هم ادنى رتبة والحق يقال ان هذه العملية ينبغي ان تتم بسلاسة بلا حاجة لروتين وتعقيد سيما ان ملف الامن يشكل اولوية ومن يقف في طريق استتبابه يستحق المسائلة والحساب . ان التدهور الامني الذي تعيشه محافظات عدة وليست محافظات الجنوب التي التحقت بركب المحافظات المخترقة استثناءا كونها تعرضت مؤخرا الى هجمات ارهابية متزامنة يجعل المسؤولين من قيادات امنية في الجيش والشرطة في حرج كبير ذلك ان اسلوب الاستهداف هو ذاته في كل مرة وادواته هي ذاتها التي نشاهدها ونسمع بها مما يجرنا الى التساؤل متى يمكن لقياداتنا وخططها ان تحبط الارهابيين وتوقف زحفهم ولماذا هذا التمدد الذي بات يشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين وتجمعاتهم فبعد استهدافات نوعية طالت وزارات وسجون عادت الهجمات لتضرب كل شيء وتدمر كل من يعترض طريقها لتصل الى الملاعب الشعبية والمقاهي ناهيك عن الاسواق والتجمعات والمساجد والحسينيات ومجالس العزاء التي تقام على ارواح الضحايا وكل ذلك يتم بطريقة بشعة وبنفس الاسلوب كما بينت وكما هو واضح ومعروف وقد يكشف استهداف حسينيات وجوامع بعض المحافظات يؤمهما مواطنين ابرياء مسالمين من الطائفتين السنية والشيعية في محافظة ديالى كما تابعنا مؤخرا يكشف عن ضعف واضح للاداء الخططي الذي تمنينا ان يكون بمستوى اعلى خصوصا ان العدو مشخص وعناصره باتت مكشوفة بفعل اعترافات لعدد كبير من الملقى القبض عليهم فمتى نرى اساليبا جديدة تختلف عن تلبك المتبعة اليوم ومنذ اكثر من سبع او ثماني سنوات وهل ان المنجز الذي يتكىء عليه من يصرحون ويكذبون سيصمد امام سيل دمائنا التي طغى لونها على لون تراب الوطن فبات يعرف بلون هذه الدماء الطاهرة !! انه سؤال نطرحه الاف المرات بانتظار ان يكون هناك رد فعل واي رد فعل سيكون وسط صمت واستسلام غير مبرر للمسؤولين الحكوميين والامنيين ممن لاشغل لهم غير الحديث واختلاق المشاكل ! اننا اليوم بحاجة الى ان نعالج الوضع الامني وقد يكون الحديث المتجدد عن الاسلوب وعن طرق المعالجة لايختلف كثيرا عما قلناه سابقا فالاولى التركيز واستبدال العناصر السيئة الفاشلة وغير الفاعلة التي جربنا ادائها في كل المفاصل الامنية ومنها التي تقوم بجمع المعلومة ونقلها وهذا مرتبط بطبيعة الاداء الامني لقواتنا التي تعاني اليوم من نقص كبير في العدد والعدة بالاخص في محافظات وسط وغرب العراق بسبب حالات الفساد وبيع الاجازات والفضائيين وغيرها من اساليب مبتدعة تنال من عزيمة المقاتل المتصدي للواجب والامر الاخر سياسي بامتياز وسببه عدم معالجة ملفات كبيرة لابد من ان تعالج فهناك من يتستر على تدفق الارهابيين وتسلحيهم وامدادهم بالمال والمعلومات وهم مشخصون ايضا فلماذا لايتم مسائلة هولاء والى أي حد يمكن ان نسامحهم ويسامحهم من يدعي حرصه على ارواح ودماء العراقيين , انها مطالبات حقة لابد من الاستماع اليها ولمن يقول (بعد من نسمح بوجود مليشيات) عليه ان يفعل شيئا لان المواطن قد يضطر في وقت ما الى الدفاع عن نفسه وربما يلجأ الى هذه المليشيات ان اقتضى امنه ذلك ياسيادة القائد العام للقوات المسلحة ..