نبيل الحيدري يميط اللثام عن الحرب الخفية التي يقودها الفرس ضد المراجع العرب،ضمن السلسلة الخامسة من سلسلة بحوثه "السيستاني والسياسة" |
العراق تايمز / كشف الدكتور نبيل الحيدري في الحلقة الرابعة من سلسلة بحوثه "السيستاني والسياسي" الكثير حول المشاريع التي أنجزها السيستاني ورجاله في ايران بأموال الشعب العراقي، وقال فيها أن من أهم مشاكل مرجعية السيستانى أنها فارسية إيرانية بامتياز ففى الحلقات السابقة ظهر أن ولاءها لإيران ونظام ولاية الفقيه الإيرانية ، ثم ذكر بالأرقام مشاريع السيستاني الضخمة والكثيرة فى إيران دون العراق رغم الحاجة الماسة فى العراق وعدم الحاجة فى إيران لأن هناك الكثير من مشاريع الحكومة والفقهاء الفرس الآخرين كما تحدث عن التنسيق الكامل والمتواصل بين محمد رضا السيستانى مع ولاية الفقيه (خامنئى) من خلال ممثله فى العراق محمد مهدى الآصفى (زعيم حزب الدعوة فى مرحلة ما قبل إبراهيم أشيقر الجعفرى) وتدخلهم فى أهم مفاصل الدولة. أما في الحلقة الخامسة التي بين أيدينا فان الدكتور نبيل الحيدري قرر لالحديث عن خلافات السيستاني للمراجع العرب، موضحا احتكارالفرس للمرجعيات لفترات طويلة و منع المرجعيات العربية الكفوءة على مر التاريخ مثل محسن الأمين ومحمد باقر الصدر ومحمد جواد البلاغى ومحمد حسين فضل الله وهاشم معروف الحسينى ومحمد حسين كاشف الغطاء ومحمد مهدى شمس الدين ومحمد أمين زين الدين ومهدى الخالصى ومهدى الحيدرى ومحمد رضا المظفر ومحمد سعيد الحبوبى وعشرات غيرهم. كما وضح الحيدري حملات التسقيط التي استهدفت هؤلاء المراجع العرب من أجل اخراجهم من هالة الضوء، هذا وقد استرسل الدكتور نبيل في سرد المزيد من التفاصيل الجديؤة بالاطلاع، نترككم مع تفاصيلها: كتب : الدكتور نبيل الحيدري / إعتاد المراجع الفرس على وضع ألقاب طويلة لأنفسهم بينما كان تواضع العرب وزهدهم يجعل المجال واسعا للفرس فمثلا لو رأينا مرجعين متعاصرين عاصرناهما هما محمد باقر الصدر (ت1980) الذى يضع اسمه مجردا من أى لقب إطلاقا حتى على رسالته (الفتاوى الواضحة) وعلى جميع كتيه (فلسفتنا) (إقتصادنا) (رسالتنا) (البنك اللا ربوى فى الإسلام) (الأسس المنطقية للإستقراء) وكثير غيرها بينما الخوئى الذى لم يفهم كتب الصدر كما اعترف ولم يكتب فى أى باب من تلك الأبواب كالفلسقة والإقتصاد والإستقراء والتاريخ والإجتماع... فإن رسالته العملية الكلاسيكية التقليدية هى نفسها ونفس عنوان من قبله (منهاج الصالحين) بتغيير بسيط فى بعض الفتاوى، فإن ألقابه عليها كثيرة وأولها سماحة آية الله العظمى وآخرها دام ظله العالى علما أن هذه الألقاب جديدة مبتدعة وخاطئة فإن آية الله العظمى لاتصح إلا لرسول الله ومن هو بمقامه حيث رفضها القدماء وابتدعها المتأخرون مدحا فى ذاتهم وحبا فى ألقابهم. كذلك السيستانى يمكن ملاحظة الألقاب الكثيرة العجيبة والغريبة أمام إسمه على رسالته التقليدية الكلاسيكية (منهاج الصالحين) التى تشبه من سبقه من الفرس رغم أنا لانجد له كتبا فى أى مجال إطلاقا وهو الذى جعل الكثير من المرجعيات التشكيك فى اجتهاده ومرجعيته كما ذكر سابقا. لقد رأينا الحملات التسقيطية من مرجعية الخوئى الفارسية ضد المراجع العرب جميعا ومنهم محمد باقر الصدر الذى نقدهم فى كتابه (المرجعية الرشيدة والصالحة) وهو يدعو إلى تحويل المرجعية من فردية فاسدة إلى مؤسسة رشيدة والإستفادة من الإختصاصات فى مختلف الميادين ومحاسبة ملايين الأخماس وحواشى المراجع. وبدأوا بإهانته فى المجالس العامة والخاصة وتسميته بالوهابى والسطل والعميل وفرحوا بمقتله عام 1980 ووزّعوا الحلوى. كانت مرجعية الصدر الثانى (تلميذ الصدر الأول وابن عمه المتوفى 1999) تحدثت مرارا عن السيستانى وارتباطه بالنظام الصدامى البعثى وتسميتها بالمرجعية الصامتة صمت القبور والموتى وكان ذلك واضحا ولازال فى يوتيوب الكثير من ذلك. كما حارب السيستانى مرجعية محمد حسين فضل الله المرجعية العربية المتنورة المعتدلة المنفتحة على الواقع والحياة والمذاهب والآراء. ومحمد حسين فضل الله من المراجع الشيعة العرب المتنورين حيث نقد كثيرا التكفير فى التشيع الفارسى كما رفض الغلو فى الإمام على وأولاده من أئمة أهل البيت والمغالاة فى فاطمة الزهراء فى محادثتها الملائكة ونزول مصحف فاطمة لها من السماء مباشرة كوحى إلهى ورفض الكثير من القصص المنسوبة لها كما اعتبر الروايات مكذوبة فى إسقاط جنينها محسن وضرب الزهراء بالسوط وقيادة على بالحبل لبيعة الخليفة كما يزعم الفرس. قال فضل الله (إنى لا أتفاعل مع الكثير مما يرد عن كسر ضلع الزهراء وإسقاط جنينها... وذلك كله لادليل عليه إطلاقا) ثم ذكر أن قبر الزهراء صار معلوما وليس مجهولا كما ادعى. رفض فضل الله طقوس كربلاء فى القصص الخرافية والتطبير الصفوى وقربة العباس وعرس القاسم وانتقد الفرس واعتبره اتجاها فارسيا فى السيطرة على التشيع وتشويهه. أما اتهام السنة زورا بقتل الإمام الحسين فيقول فضل الله (إن الشيعة هم الذين قتلوا الحسين بعد أن دعوه إلى كربلاء فقد كان شمر من قادة جيش على فى صفين ومن راسلوه وقاتلوه من شيعته) وأن كربلاء شيعية وهى التى دعته وعندما وصل قرأ رسائلهم ورسائل زعمائهم الشيعة وهم فى مواجهته وقال لهم (لم آتكم حتى جاءتنى رسائلكم)وهم الذين كانوا قلوبهم مع الحسين وسيوفهم مشهورة عليه لقتله. وقد ترضّى مرارا على الخلفاء الراشدين أبى بكر وعمر وعثمان ومدحهم صراحة كما ترضى من قبل جده الإمام على مرارا فى نهج البلاغة. رفض فضل الله الطقوس الحسينية والممارسات المنحرفة قائلا (إن الثورة الحسينية قد تحولت بفعل العواطف إلى تعذيب الذات بالصراخ والعويل ولطم الصدور وضرب الظهور وجرح الرؤوس.. وشرب الخمر للإحماء..وترك الصلاة..) ورفض شفاعة الأئمة والنذر لهم والتوسل بهم بينما دعى أهل البيت أنفسهم إلى دعاء الله مباشرة وبلا واسطة فالله صريح بقرآنه فى دعائه مباشرة (أدعونى أستجب لكم) وقد كان الرسول يدعو الله مباشرة وعليكم الإقتداء به. دعى فضل الله للوحدة الإسلامية بقوة فكرية وعملية وتكلم فى بيعة على للخلفاء الثلاث وقال بأن حديث أبى بكر عن النبى (نحن معاشر الأنبياء لانورث) صحيحا وقد كان يلتقى بفقهاء السنة وينسق معهم ويفتى بمذاهبهم. يعتبر فضل الله مجددا للفكر الشيعى وتنويريا فى النقد والتحليل والرؤية حيث يرى حركة النص مع الواقع والحياة لا جموده فى انفتاح على العصر وهو يسافر إلى أوربا وأمريكا وهو يحاضر ويتابع نتاجها لذلك كان جريئا فى فتاواه وتحريمه لختان الإناث وجرائم الشرف والتطبيروإدماء الرؤوس فى قضية عاشوراء الحسين وتحريم الطقوس فيما سماه البدع الفارسية الصفوية. كان الفقهاء الفرس فى إيران يقتدون بفضل الله فى إمامة الجماعة ويستقبلونه بحرارة شديدة كما شهدتُ ذلك مرارا ولكنه بعد تصديه للمرجعية رفضوه أنفسهم بسبب مزاحمتهم فى السيطرة الفارسية والنفوذ كما حصل للمراجع العرب مثل باقر الصدر ومحسن الأمين ومهدى الحيدرى وكاشف الغطاء وهاشم معروف الحسينى وغيرهم على مر التاريخ. ويمكنك مراجعة كتابين مثلا (الحوزة العلمية تدين الإنحراف) (ظلامات فاطمة الزهراء) اللذين صدرا فى قم لترى الكم الهائل من الفتاوى الفارسية ضد المرجع العربى فضل الله لتسقيطه والتعبير عنه ضال مضل. صدرت عشرات الفتاوى ضد فضل الله، منها فتاوى جواد التبريزى ووحيد الخراسانى وناصر مكارم الشيرازى والقمى والمرعشى والخونسارى والبايانى واللنكرانى والكلبيكانى وبناهى والشاهرودى والمدنى والسيستانى وغيرهم. ما يهمنا الآن فتوى السيستانى وهو يدعى أن آراء فضل الله هى تشكيك فى العقائد الشيعة الحقة المشيدة ولاتزلزلها لأنها مبنية على أسس متينة ويدعو الشيعة للوقوف ضدها لأنها كما يعتبرها إساءة لضرورات المذهب والعقائد والمرجعية الدينية كما يقول كما يمكننا ملاحظة ما حصل للمراجع العرب مثل الصرخى الحسنى وأحمد البغدادى وتهديم مساجدهم والوقيعة فيهم حيث الإتهام لمرجعية السيستانى ووكلائها وممثليها وحاشيتها. |