فخامة الرئيس بارزاني اذهب الى بغداد دائما ولكن الرجاء أن لا تفكر في البقاء هناك

 

نعم اذهب الى بغداد يا فخامة الرئيس بارزاني ، اذهب فما زلنا يجب ان نذهب الى بغداد ...وبغداد ستبقى المدينة التي نحبها... لتاريخها الحضاري والتراثي والثقافي ، ولفنونها ، لموسيقاها ، لبستاتها ، لمقاماتها ، لطيب اهلها ، لاعمدة شعرها و غزلها و قصص عشاقها و جمال قبابها ورواء دجلتها و وهسهسات نخيلها وبساتينها ، لتنوع مكوناتها عربا وكوردا ومسيحيين واعراق اخرى ومكونات دينية عديدة ...هكذا نحب ، وسنحب بغداد وكلنا نذهب اليها ..

اذهب اليها فخامة الرئيس دائما ، وكلنا مطمئنون بانك هناك ستقول كلمة الكورد كلهم ، نحن مطمئنون الى انك هناك ستتكئ على تراث عظيم من الاخلاص والمحبة لشعبك الذي تلقيته دروسا حياتية من القائد الكبير الراحل مصطفى بارزاني ، فالبارزاني الكبير لم يذهب الى بغداد الا من اجل شعبه ، وكان هناك من اجل شعبه ، وعندما شعر بان بغداد لا تفهم همومه ، ولا تفكر الا بلغة الحروب ، صعد الجبل الاشم ، وقال انني لم احارب الشعب العراقي ولكن من واجبي ان احمي شعبي ..ولم يذهب بعدها الى بغداد ، لان بغداد ارسلت له جمرات النار والقتل في سلال من عنب ..فكانت بغداد اول الخاسرين ، بينما ظل الكوردي في عناده الثوري دون ان يخيفه حجم المآسي والفواجع التي مر بها ..

اذهب كل مرة كاك مسعود الى بغداد فانك تحمل تخويل الكورد وكل ثقة ومحبة اهل كوردستان ، فما تقوله هناك هو من اجل كوردستان اجمل وبغداد اكثر بهاء..واننا نعلم ان لا احدا يستطيع ان يحيدك عن منهجك ومبدئك الذي كرست كل حياتك من اجله .. ونعرف ان سنينا من الحوار حتى مع "الطرشان ..!" احسن من ساعة حرب .

وفي ظل الاوضاع الراهنة ما زالت بغداد بحاجة ماسة الى كوردستان ، والعكس صحيح ايضا ، وبغداد ما زالت مطالبة ان تعمل الكثير من اجل ان تطمئن كوردستان الى نوايا ودواخل نخبها الحاكمة ، فالكلام المباح هو مباح ولا يمكن ان يصنع شيئا ملموسا ، بل اذا استمر الكلام الانشائي ، و التعابير المعلبة لما وراء المايكروفونات ، فانه سوف لا يؤدي الا الى ان تكبر الفجوات ، وحينها سيكون من الصعب جدا مد جسور جديدة ..

بغداد لا يمكن ان تقف على اقدامها دون كوردستان ابدا ، وكل تاريخ بغداد يشهد على هذا ، فعندما يغضب الجبل على حكام بغداد ان يسمعوه ويعرفوا سبب غضبه ، والا يذهبون ، وهكذا راينا الحكومة تلو الحكومة تذهب ، ولا تذهب الا تحت ضربات الرفض الكوردي لها ..لذلك ليس هناك اي ضير ان يقول الرئيس بارزاني كلمته في اذانهم وقريبا منهم ، ويتعامل معهم بحكمته المعهودة ..

ويبدو ان الولايات المتحدة الاميركية وعلى الرغم من انشغالها بالمشاكل والحروب التي يشهدها العالم ، لم يفتها خبر قرار ذهاب الرئيس بارزاني الى بغداد ، ففي اتصال تلفوني مع السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان أعرب السيد جوزيف بإيدن نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عن سعادته ودعمه للزيارة التي قام بها الرئيس بارزاني إلى بغداد ولقاءاته واجتماعه بكبار المسؤولين العراقيين معرباً عن دعم واستعداد بلاده للمساعدة في حل كافة المشاكل والأزمات التي تعترض العملية السياسية في العراق.

كما اعرب الاتحاد الاوروبي ومنظمات دولية اخرى عن دعمها لقرار الرئيس بارزاني ...وهكذا فحكمة الرئيس بارزاني و فهمه العميق للمشهد السياسي الاقليمي والعالمي ، قد جعل الرئيس يتخذ الخطوة المناسبة ، واعطاء فرصة اخرى لاستتباب الامن والسلام وصولا الى تحقيق كل المستحقات الكوردستانية ، بالوسائل السلمية والحوار البناء..

وكرأي شخصي متواضع ..اقول:

فخامة الرئيس اذهب الى بغداد دائما ولحين تحقيق اهدافنا ...ولكن الرجاء ان لا تذهب ابعد من هذا ...القصد لا تفكر في البقاء في بغداد .."!" ، نقرأ في الصحف بان هناك من يريدك ان "تقيم" في بغداد ، انهم بهذا يريدون ان يعزلوك عن شعبك ، وتذهب طيبة قلبك وهيبة زيك وانتمائك كبيشمركة ونجل القائد الرمز مصطفى بارزاني، بهذا يريدون تفتيتنا ، ودفن احلامنا الخضراء ...لا تعملها سيدي الرئيس .... نريدك ، وتريدك كوردستان بين احضانها تطل على ارض النرجس والنار و الثلج ودماء الشهداء من " القمة الشماء" ،" سه ري بلند" ليس فقط رئيسا لكوردستان وللحزب الديمقراطي الكوردستاني بل القائد الاعلى للبيشمركة ، وتريدك مرجعا قوميا ووطنيا لكل كوردستان .