كم عشرات من تحقيقات أجرتها لجان برلمانية أو حكومية حول الفساد و الإرهاب و تهريب الإرهابيين من السجون و المعتقلات .. أو حول إبادة و تهجير الأقليات القومية أو الدينية .. و كذلك بصدد رداءة الخدمات و شحة الكهرباء التي باتت أزمة مزمنة لا حل لها ولا نهاية قريبة .. أو بخصوص مئات المقاولات الوهمية أو الشكلية ذات الفساد الإخطبوطي الجبار .. أم حول فقدان عشرات مليارات من الدولارات أو مئات مليارات من الدنانير العراقية و اختفائها كزئبق أو كافور .. ولكن هل سمع أو قرأ القارئ الكريم شيئا عن نتائج هذه التحقيقات الكثيرة ، ولو قليلا أو يسيرا وإلى ماذا انتهت ورست مع تشخيص المتورطين أو الضليعين بالجرم المشهود؟!.. بطبيعة الحال : لا !.. لأنه ما من نتيجة أو تشخيص لمرتكبين فعليين ، لكون تلك التحقيقات قد ذهبت أدراج الرياح مع مرور الأيام و السنين و ذلك لعدم جديتها أو بسبب التواطؤ المسبق بهدف التمويه و التغطية على تلك الجرائم .. نسوق كل هذه الحقائق المريرة و المحبطة تعليقا على تصريح السيد المالكي ، جوابا على سؤال صحفي بصدد فشل نائبه لشؤون الطاقة في معالجة أزمة الكهرباء ونكثه بوعده بتوفير الكهرباء لبناء البلاد لحد تصديرها إلى دول الجوار ، وتأكيد المالكي على فتح تحقيق حول هذه المسألة وانتظار النتائج حتى يتخذ الإجراءات ضد نائب و ضد وزير الكهرباء على حد سواء ...
ليتفضل بعد ذلك بطردهما نقصد النائب الشهرستاني و الوزير القهرماني ؟!!!!.. ـــ يا لهوي !!. لو كنا مصريين لصحنا هكذا استغرابا و ضيقا : يا لهوي ! .. هم تحقيقات و تحقيقات و تحقيقات زئبقية متطايرة النتائج دائما أو الهاربة في أعقاب أدراج الريح ؟! ..
بينما السيد المالكي ذاته قد اعترف في أحد أجوبته الصحفية تلك ، بأنهم قد خدعوه في تقاريرهم بخصوص زيادة كذا كيلو واط من الكهرباء ، بينما في واقع الأمر كانت الطاقة الكهربائية تعاني من نقص ينعكس سلبيا على طبيعة الخدمات وكذلك على حياة المواطنين مرارة ومعاناة يومية لا تحتمل ..
|