الدين في خطر كيف نحميه

 

لا شك ان الدين الاسلام في خطر وهذا الخطر ليس من خارجه وانما من داخله اي من الذين يتظاهرون باسمه والذين يتبجحون   بانهم سائرون على نهجه ومتمسكون بقيمه كذبا وافتراءا

نعم هؤلاء هم الذين يشكلون الخطر الكبير الذي يسئ اليه ويشوه صورته  لا شك ان الاسلام واجه الكثير من الاساءات  ومن الانحرافات في تاريخه الطويل كادت تنهيه وتزيله  والمؤسف والمحزن ان هذه الاساءات وهذه الانحرافات جاءت من داخله ومن مجموعات حسبت نفسها اليه ومن المؤسف كان بالتالي لها الغلبة  وكان هؤلاء المنحرفون هم صوته وهم صورته وهكذا قلبوا حقيقته رأسا على عقب  فحولوا الاسلام من رحمة للعالمين الى نقمة للعالمين من دين يدعوا الى العلم والعمل الى دين يدعوا الى الجهل والكسل يحتقر العلم والعلماء ويحتقر العمل والعاملين وهكذا تهمش الدين الاسلامي واصبح سوطا بيد الجلادين وظلاما بيد الظالمين وهكذا تحول الاسلام من دين النور والعدل الى دين الظلام والظلم

والان بدأ الدين الاسلامي ينهض من كبوته ويبدد ما حوله من ظلام ويكشف زيف وكذب اصحاب المصالح الخاصة الذين جعلوا منه وسيلة لتحقيق رغباتهم السيئة ومصالحهم الذاتية المنافية لابسط قيم الاسلام فواجه حملة قوية وهجمة شرسة يتطلب وحدة المسلمين المخلصين الصادقين ومواجهة هؤلاء  والا فعلى الاسلام السلام

لا شك ان الذين يفهمون الاسلام طقوس خاصة منعزلة عن الناس فهؤلاء لصوص هدفهم استغفال الناس ومن ثم سرقتهم وجعلهم مطايا لتحقيق رغباتهم الخاصة ومنافعهم الذاتية  على حساب مصالح الناس الاخرين ومنافعهم لهذا يشغلونهم في امور تافهة وقضايا لا تزيدهم الا جوعا وفقرا وتعبا وشقاء

من يحلق لحيته يدخل النار من خرجت خصلة من شعرها دخلت النار فالجنة والنار مقتصرة على شعر  المرأة ولحية الرجل او كلمات ترددها وحركات تفعلها فقط وبمجرد ان تفعل ذلك تتساقط ذنوبك  وتخرج كيوم ولدتك امك بدون اي ذنوب ويمكنك ان تعيد الكرة مرة اخرى ومرات عديدة

فالاسلام ليس طقوس ولا ترديد عبارات ولا القيام بحركات  الاسلام دين حياة الاسلام  علاقتك مع الناس الجنة والنار من خلال علاقتك بالناس

فاذا كانت تلك العلاقة مؤذية ومضرة للناس فانت في النار واذا كانت علاقتك نافعة ومفيدة فانت في الجنة

الله لا يسألك  عن صلاتك ولا عن صيامك بل يسألك  عن ضررك عن نفعك للاخرين فاذا كنت سببا في ضرر واذى الاخرين فالنار مصيرك واذا كنت سببا في فائدة ومنفعة الاخرين فالجنة مثواك

 المعروف جيدا كل الظالمين واللصوص والقتلة والفاسدين الحكام ومن حول الحكام استخدموا الدين كوسيلة لاستغفال الناس وسرقتهم وقتلهم وهتك حرماتهم  بل من اجل القضاء على الدين واهل الدين من خلال الدعوة الى الطقوس الدينية التي تزرع الاستسلام والضعف والخوف في نفوس الناس وتنشر الجهل والخضوع للحكام

وهذه هي وسيلة المجرمين اللصوص منذ معاوية حتى صدام حسين

مثلا ان معاوية حارب  القران وكل من يتمسك بالقران  ومنع الناس من قراءة القران بحجة انه يثير الشقاق والاختلاف وحرف احاديث الرسول ووضع احاديث  خاصة به منافية لقيم الاسلام واكره المسلمين على الايمان بها ومن لم يومن فهو كافر والكافر يقتل

منع المسلمين من الاستفسار او التفكير او الاطلاع على اي شي و امرهم بالخضوع له والاستسلام له لا يشكوا من جوع او فقر او ظلم فذلك امر مقدر من قبل الله ومن يفعل فهو يعترض على الله ومن يعترض على اللع كافر والكافر يقتل وبما ان معاوية يمثل الله فكل من يعترض ينتقد معاوية فهو يعترض على الله وكل من يقول لمعاوية اف فهو ضد الله واعتبر تلك سنة وشريعة سار عليها كل المجرمين واللصوص

وهكذا عم الجهل والفساد والرذيلة وتلاشى الاسلام والمسلمين وعادت الجاهلية واهلها وقيمها ولكن باسم الاسلام

وهذا هو ديدن ودين وطريق كل المجرمين واللصوص في كل مكان وفي كل زمان

حتى عندما حاول الزعيم عبد الكريم  تطبيق الاسلام لم يستطع لانه واجه مقاومة شديدة من قبل اعداء الدين الاسلامي باسم الدين

نفس التهم التي وجهت للامام علي وجهت  للزعيم عبد الكريم قاسم

نفس المجموعات التي حاربت الامام علي حاربت الزعيم عبد الكريم قاسم

لهذا نقول للمسئولين الان الاسلام ليس مجرد طقوس  في اماكن معزولة ولا مجرد حركات  تحرك جسمك من اجلها ولا عبارات ترددها

فالاسلام ان تعيش مع الناس  وتتعرف على همومهم على معاناتهم  وتعمل على ازالتها وانهائها  ان تتعرف على طموحاتهم ورغباتهم وتعمل على تحقيقها

ان تعيش  من اجل راحة وسعادة الناس وتضحي من اجل الناس

فهذا الامام علي يقول على الحاكم المسئول 

ان يأكل يلبس يسكن ابسط ما يأكله يلبسه يسكنه ابسط الناس

اذا زادت ثروة المسئول الحاكم خلال تحمله المسئولية فهو لص

اعلم ايها الحاكم ايها المسئول يا رئيس الوزراء يا رئيس الجمهورية ايها الوزير ايها النائب هذا هو الاسلام من يطبق وينفذ هذه الشروط  فهذا هو الدليل والبرهان على ان الحاكم مسلم والمجتمع اسلامي

اما اذا لم تطبق هذا الشروط وفعل المسئول الحاكم خلاف ذلك فان الحاكم كافر فاسد والمجتمع كافر فاسد حتى لو كان كل واحد يصلي في اليوم مليون ركعة ويصوم الدهر والعمر كله 

فالامام علي اعتبر الحاكم المسئول هو مصدر ومنبع الفساد  وهو مصدر الصلاح

فاذا صلح الحاكم صلح المجتمع حتى لو كان افراده فاسدون

واذا فسد الحاكم فسد المجتمع حتى لو كان افراده صالحون

 يا ترى متى حكامون يفهمون الاسلام ويطبقونه

فلم ار حاكما ومسئولا طبق الاسلام غير الامام علي والزعيم عبد الكريم

فالذي يريد ان يحمي الاسلام ويدافع عنه عليه ان يطبق اسلام الامام علي ونهجه لا يغلق مقهى ولا يضيق على حرية الناس ولا يتدخل في خصوصياتهم ولا في ارائهم وفي افكارهم بل عليه ان يحترمها..