هل هي الصدفة أن يخيف الاخوان المسلمون المشير حسين طنطاوي و الجيش المصري عقب ثورة 25 يناير ، بينما نفس هؤلاء الأخوان يفقدون كل الثأثير على الفريق السيسي والجيش المصري .. أم أن الجيش المصري هو تغير و حسن من اداءه بحيث بات لا يحسب للإخوان أي حساب ؟ ... الواقع أن الأمر لا هذا ولا ذلك ، فالجيش هو الجيش المصري لكن الأمر أن هناك معطيات كثيرة تغيرت في الفترة بين ثورة 25 يناير و ما بين 30 يونيو وما بعدها ، وعليه كان الواقع بين تصرفات طنطاوي و وتصرفات السيسي مختلفا .
إن الفارق بين ما كان يتعامل معه طنطاوي ، وبين ما يتعامل معه السيسي اليوم ، أن طنطاوي تعامل مع الاخوان فيما كان الشعب المصري (أو جله على الاقل ) مغفلا ، فكثير من قطاعات الشعب المصري كانت منخدعة بالاخوان وقد كان يمكن للاخوان حينها حرق البلاد اذا ارادوا لو خالف لهم طنطاوي امرا ، لهذا وفي النهاية لم يكن لدى طنطاوي الا ان يسلم الامر للاخوان ، لكن في المقابل فالسيسي اليوم يواجه واقع مختلفا فالشعب المصري بعمومه اكتشف حقيقة الاخوان وعرفهم على حقيقتهم ، لهذا فالاخوان لم يعد لهم اي ثأثير محسوس قد يخيف أو يؤثر في مجرة الأمور في مصر ، وعليه كان بمقدور الجيش المصري بكل سهولة ازاحة الاخوان عن المشهد السياسي لأنه يعلم انهم لا يستطعون فعل اي شيء.
الحقيقة أن الإسلاميين لم يستأسدوا على مصر (أو غيرها ) إلا حين وجودها خانعة ذليلة لهم ، فهي و بعد سنين الركود والتقهقر سمحت لهم أن يعتلوها ، لكن مصر وحين نفضت عنها جهلها و تخلفها فها هي تعيد الإسلاميين إلى مكانهم الطبيعي (السجون ، و جبهات الإرهاب ) .
بالمختصر إن مصدر قوة الإسلاميين ليست سوى حجم الضعف في كل مجتمع ، فإذا كان المجتمع معتلا بالتخلف والجهل كان للإسلاميين فيه دور ، اما اذا كان مجتمعا منيعا محصننا بالعلم و المعرفة ، فهذا المجتمع أبعد عن أزهى أحلامهم ،، لهذا فيمكن القول أن أولى الخطوات نحو هزيمة الإسلاميين هي بنشر الوعي المعرفة ،
إن جهلكم هو مصدر قوتهم ، لهذا فسلاحكم الفتاك ضدهم هو الوعي و المعرفة .
|