فشل الساســة والعسكر فلماذا يفشــل الاعلام ؟

 

 

 

 

 

 

تهريب السجناء ضربة موجعة للدولة العراقية والحكومة والقوات المسلحة والشعب ، لكن الضربة الأكثر ايلاما تمثلت بالنتائج السياسية للحدث ، كاثارة الخلافات والجدل وتبادل الاتهامات بين مختلف الاطراف ، كل جهة في الدولة تتهم الأخرى بأنها هي سبب الكارثة ، منهم من يريد ان يبرئ نفسه ويلقي باللوم على الآخرين ، ومنهم من لايهمه ماجرى بل يهمه توظيف الحدث لاضعاف خصومه ، ومنهم من يلوذ بالصمت متشفيا وكأن الكارثة تجري في بلد آخر ، أمام هذه الهزة انكشفت الاسس الواهية التي تقوم عليها الشراكة السياسية في البلد ، واتضح ان التخاصم يمتد في داخل المكون والواحد والتحالف الواحد . في مواجهة هذا الحدث يعتبر الجهد الاعلامي المنظم اكثر اهمية من الجهد العسكري أو السياسي ، لا بد من حملة رأي عام لاستيعاب الصدمة ومنع الاحباط واعادة الثقة بالدولة ومؤسساتها والقوات المسلحة ، يفترض ان تتضمن اجراءات الحكومة الخطوات الآتية :

1- توضيح تفاصيل الهجوم على السجنين بشفافية كاملة.

2- اعطاء ارقام حقيقية عن عدد الهاربين واسماءهم واحكامهم ونشر صورهم والدعوة للقبض عليهم خاصة السجناء الخطرين . 3- مواجهة الاشاعات التي تنشر حول الحادث بشكل مباشر وغير مباشر بتكذيبها او تفنيدها على لسان ناطق رسمي .

4- كشف الحواضن التي تؤوي الارهابيين ومسؤوليتها عن الحادث وكشف الجهات الاقليمية الضالعة في العملية وتقديم شكوى دولية ضدها .

5- تحذير المواطنين والاجهزة الأمنية من الهجمات المقبلة التي هدد الارهابيون بتنفيذها خلال شهر رمضان واتخاذ خطوات علنية لتقوية الحماية حول الاهداف المتوقعة للهجوم المقبل .

6- اجراء تنقلات سريعة بين القادة والآمرين الذين فشلوا في منع الهجوم والتحقيق مع المقصرين منهم ونشر النتائج بسرعة .

7- حضور القادة السياسيين في اوساط القوات المسلحة ومعسكراتهم لتشجيعهم وتقوية معنوياتهم .

8- اظهار الوحدة في الصف الوطني وفي التحالف الوطني الحاكم وعقد اجتماع قيادي عاجل بتغطية جيدة لتأكيد هذه الوحدة في اجواء رمضانية توحيدية .

9- بث اعترافات المعتقلين في هذه العملية والعمليات المزامنة لها واظهار بشاعة السلوك الاجرامي للارهابيين واستهداف الناس بلا تمييز.

10- شن عمليات عسكرية واسعة على مناطق اصبحت عمليا اوكارا علنية للارهابيين مثل صحراء الرمادي واطراف الموصل وتلال حمرين . هذه خطوات منطقية ذات صدى اعلامي مؤثر ، لكن الحكومة تصرفت بالعكس تماما فقد حاولت اتخاذ سياسة تحويل الأضواء ، وتجاهل الحدث ، وصرف نظر الرأي العام باتجاه آخر ، الا انها لم تنجح بل اعطت نتائج معاكسة ، لحد الآن هناك فرصة لتلافي الخطأ في المعالجة الاعلامية لهذا الحدث الخطير وتقليل آثاره .