ابو غريب صفقة عفو عام |
يبدو ان القوى السياسية الارهابية عقدت عزمها بتنفيذ العفو العام على طريقتها الخاصة, تلبية لدعوة اللافي والملافي , وباشرت باطلاق سراح مئات الارهابيين من سجن ابو غريب والتاجي , ضمن صفقة لا يبرمها الا المنخرطون بالعهر السياسي لعراق مابعد التكرير , فبعد ان تكررت صفقات على مستوى اقل , تم بموجبها أطلاق سراح بعض من الارهابيين الذين ينتمون الى احزاب وتشكيلات سياسية حاكمة ومتميلشة ومؤمنة بالتداول السلمي للسلطة وبناء الدولة المدنية المحكومة بالكاتم والعبوات والسيارات المفخخة , حيث عملت هذه التشكيلات وبشكل منظم سابق على تهريب واخفاء آثار سجناء كثيرين اثناء اجراءات نقلهم المدبرة بين سجن التسفيرات والسجون المركزية , بعمليات مفبركة مفضوحة ومضحكة وغير مقنعه اكثر من افلام الخيال العلمي , أمسوا قتلة ليصبحوا لاجئون انسانيين يملئون مشارق الارض ومغاربها متنعمين بمنحة اليونايتد نيشن , وبتسهيلات تفوق الخيال من قبل قوى متنفذه باسطة يدها على حدود الوطن الغير محدد,لاخراجهم الى دول الجوار المعادي , مسكين هذا البلد فخلال عشرة سنوات , واجه شخصيات محترفة الاحتيال وفاسدة سبع نجوم , وانطوت عليه اشكال المسرحيات الكوميدية والتراجيدية , في اغلب الاحيان كان جمهورها مهزوما بائسا بين منقطع الكهرباء ومطرب لربع كيلو عدس وغائب البث عما يدور حوله , يدفع ثمن سفاهة الساسة وصفقاتهم جوع وبطالة ومرض وفقر وتفخيخ , آخر تلك المسرحيات هي عملية الهروب الجماعي لعتاولة من المجرمين المولودين من رحم القوى السياسية التي استماتت لاخراجهم بعفو قانوني , لم تنجح مخططاته لتستعيض عنه بعفو ارهابي مع سبق الاصرار والترصد وبعملية نوعية تختلف قليلا عن العمليات النوعية للسيد الشهرستاني لتصدير الكهرباء , اكثر من الف سجين يفرون بالجملة , ويكتفي القائد العام للقوات المسلحة بتحميل المسؤولية لمنتسبي السجن , الذين وصفهم بأنهم يتبعون ميليشيات لاحزاب السلطة , يا مرحبا بدولة القانون الديمقراطية المحكومة بميليشيات السلطة , والآن وبعد السفرة الجماعية لمجرمي ابي غريب والتاجي وخارج كل التصورات والكيفيات التي تمت بها الصفقة اليس من ضرورة لموقف حكومي واضح ومنطقي في مثل هكذا حرج مخجل , ذلك لو اعتبرنا ان قياداتنا قد تتحلى بشيء من الخجل ؟, فمثلا لا سامح الله اليس من المفروض ان يستقيل خجلا ؟ ام ستطيح الحكومة بجمهورها وتستكمل الاستعراض الكاريكاتيري بتناقل الاتهامات ونشر الغسيل لقوى سياسية هي اصلا عارية , او لا سامح الله ان يبادر السيد القائد العام للقوات المسلحة بتحديد المسؤوليات وبسرعة , لاعادة هذه الشلة من المجرمين الى السجون على اقل تقدير , بعملية عسكرية مباشرة كما فعل الجيش المصري الباسل , انتقاما لتجاوزات اصابت بعض من منتسبيه في سيناء على ايادي ارهابيين لايختلفون عن هاربي سجن ابي غريب ؟ ان غايات هروب هذه العناصر الاجرامية واضحة باستهداف وقتل الابرياء لتشكل قوة اضافية لطوفان الدم الهادر في بغداد ومدن العراق الاخرى , ان اعتراف السيد القائد بانه مكتوف اليد بسبب ميليشيات خارج سلطته لا يفي بالغرض لحماية ارواح الابرياء , فلماذا قبلت كرسي لسلطة لا سلطة لك فيها ؟ واين وعود التسعة سنوات عن بناء دولة القانون والامان لتفصح لنا الان عن ميليشيات خارج سلطة الحكومة ؟ سيدي القائد ما اراك قائد لشيء سوى الجوع والفقر والموت لهذا الشعب , ان المتاجرة بهروب المجرمين واستخدامها كورقة سياسية كما نشاهده الان في تصريحات الساسة المتجولين على بعض فضائيات زايدت هي ايضا على دماء ابناءنا , يعتبر مزايدة على مقدرات شعب آن له الاوان ان يستجمع قواه لقذف متسكعي السياسة المتربعين على دفة الحكم بقنادر المتسولين الذين يملؤون طرقات مرور ارتال ومواكب الساسة صاحبي المعالي, ليكون اليوم الوطني للقنادر , ويضاف الى ايامهم الوطنية للفساد والتزوير والرشوة.. |