براءة الساسة من تحالفاتهم ... عقلية لصوصية ونفاق سياسي






خاص بالعراق تايمز. كتب علي صاحب شربه: ــ تتبادل القوى السياسية المتحالفة في بلاد الرافدين هذه الايام، وتمهيدا للإنتخابات المحلية والبرلمانية المقبلة، نزع أثواب تحالفاتها والبراءة منها، فدولة القانون قالت أنها لن تتحالف مرة أخرى مع الأكراد وان التحالف بينهما أنتهى وأنه عبارة عن كذبة كبيرة، وكذا الأمر بالنسبة للأكراد التي ترى أن التحالف مع دولة القانون أشبه بالمستحيل وسط أزمة سياسية بينهما، في حين لا تزال العراقية مصرة على عدم التحالف مع دولة القانون.

وقال النائب عن دولة القانون سامي العسكري، إن التحالف (الشيعي- الكردي) مجرد حديث اعلامي، مؤكداً ان الواقع يؤكد ذلك. وأوضح العسكري ان التحالف  بين (الوطني والكردستاني) لايوجد فعلياً سواء في القرار السياسي والبرلماني، حيث ان التحالف الكوردستاني يختلف مع الوطني وبالاخص داخل مجلس النواب في أغلب القوانيين.

وأشار إلى ان التحالف (الشيعي - الكردي)، مجرد حديث اعلامي، ولايمكن ان نقول هناك تحالف لان الكردستاني خرج عن جميع قواعد اسس الاتفاق، وفي الوقع نجد ان التحالف الكردستاني، يفكر بالقوانين والقرارات التي تخدم مصالحه.

وقال جلال الطالباني والبارزاني في تصريحات منفصلة ومتزامنة الأسبوع الماضي ان الأكراد هم من أوصل المالكي إلى السلطة والحكم، فيما رد الأخير عليهما بالقول أنه والتحالف الوطني من دعم الطالباني للوصول لمنصبه الحالي ولولا التحالف لما وصل اليه ابدا.

ويرى مراقبون ومحللون أن هذه البراءة المتبادلة من القوى السياسية مرجعها مصالح شخصية بينها، ترتبط بالمكاسب التي تعمل القوى السياسية على تحقيقها على حساب الآخرين، ضاربين بعرض الحائط المبادرات الوطنية والتي تبني البلد وتعزز قيمة الإنسان العراقي وتوفر له أحتياجاته الحياتية الرئيسية التي يعاني بشدة من نقصها.

وقالوا أن تصريحات السياسيين العراقيين على أنهم من أوصل الآخر لمنصبه الحالي، دليل على سذاجة المسؤولين وقناعتهم على أنهم لا يملكون أمورهم بيدهم، حيث أن مقاليد العمل السياسي في البلاد موجودة لدى البريطانيين والأمريكان وأنهم يمنون بعضهم البعض بهذه الخطوة التي يعتبروها أكبر منهم وأنهم أستطاعوا (كما يرون) أنهم تجاوزوا أسيادهم البريطانيين والأمريكان في دعم السراق الأخرين والمتحالفين معهم.

وأكدوا أن التصريحات الحالية تدل على أن الساسة الموجودين حاليا لا يعرف الف باء السياسة، ويجهلون حقيقة التصرف الصحيح والدبلوماسي في التعامل بين بعضهم البعض، وأنهم يتعاملون وفقا لمبدأ اللصوص والسراق الذي جمعتهم الأقدار لسرقة كبيرة وهم مضطرون حاليا للتحالف فيما بينهم لإتمام السرقة لصالح سيدهم الأكبر وبعض ما يحصلون عليه من أنعام تلقيها لهم بريطانيا وأمريكيا وأيران.