ويسألوك عن المنجز!، فلن تجد امامك إلا "صولة" اغلاق المقاهي الشعبية، التي نحج فرسان الظلام بتنفيذها بدقه، طبعا بالقوة وبالقتل متماثلين ومتزامنين في ذلك مع هدف قوى الارهاب التي جعلت من المقاهي هدفا لها، غير أن السيناريو والإخراج كان باهتا وفاشلا ومخزي، لانه كثيرا ما تكرر، كما تفعل بعض الافلام الهندية!. مرة اخرى يستغل اسم العشائر والوجهاء، وكأن معيار القيم الثقافية والمعيشية والحياتية، هو غلق مقهى شعبي، ومحاصرة نادي اجتماعي وكتم حرية شخصية، وتطاول على حريات عامة، فيما لا زالت مواد دستورية تنص على احترام الحقوق والحريات، اذ (لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع الحقوق والحريات الاساسية الواردة في هذا الدستور). ويسألوك عن المنجز!، ولكن عن اي منجز وأنت تشهد حركة الاحتجاج في مدن الناصرية والشطرة والسماوة والبصرة، تستمر كل ليلة، وأعدادها تنقص وتزيد ، لكن صوتها المطالب بالخدمات يدوي ويصدح ويشترك في هذه المظاهرات وجهاء عشائر وهنا يكون الاستغراب في محلة، لان القائمين على الحكومة لا يستجيوا لهذه المطالب فالحكومة في هذه الحالة، لا تسمع لمطالب الوجهاء وهي تطالب بحقوق واجبة التطبيق. ويسألوك عن المنجز! فيما تحاصرك تصريحات قادة المليشيات من كل حدب وصوب، في تحدي صريح، لكل تقولات رجالات الدولة بان لا سلاح خارج يد اجهزة الدولة !، هذه الاجهزة التي تنجح بتفوق، بمشهد قتل مدرب في ملعب كرة قدم، فيما تفتك قوى الشر والإرهاب من جهة اخرى في الملاعب الرياضية زارعة الموت والذعر فيها. ويسألوك عن المنجز! في حين تسمع كل يوم عن ملفات الفساد والتطاول على المال العام ومليارات الدولارات التي تهدر بدون وجه حق، والملايين التي تحوز عليها بعض البنوك الأهلية واجهات معظم المتنفذين، شهريا باسم مزاد البنك المركزي للعملات، وما تسمع عن غسيل الاموال وتهريبها، فيما تنتشر العشوائيات ومدن الصفيح، واتساع من يعيش على مكب النفايات. ويسألوك عن المنجز! في حين تصدمك ارقام الشهداء والجرحى من ضحايا الارهاب الذي تجاوز عددهم 500 مواطن قبل ان ينتهي هذه الشهر من عد أيامه اذ لم يجد الارهاب من رادع، فيصول ويجول في كل مدن العراق، ولا يوجد حاجز او مانع يحول دون حركنه فجرائمه وأفعاله الشنيعة تطال اي مرفق، فهو ماسك المبادرة والمبادأة، الى جانب دقة التنفيذ. ويسألوك عن المنجز! وعليك ان تعيد السؤال عليهم كيف تمكنت قوى الشر والإرهاب من اطلاق اغلب سجناء سجني التاجي وابو غريب، بهذه العملية النوعية الكبيرة؟ الم ترصد اجهزتنا الامنية او تشك بأي حركة مريبة لهم قبل تنفيذ الخطة، الم تزرع بينهم أحد؟ هل تمت هذه العملية دون تنسيق واتصالات دقيقة بين رؤوس الارهاب داخل وخارج السجن الواحد، وبين كلا السجنين؟ كم احتاجت علمية التنفيذ من أسلحة؟ متى تم تمريرها؟ الم تكشفها السيطرات واجهزتها وعيونها الساهرة؟ كم وسيلة نقل استخدمها المنفذون؟ ومن اين مرت؟ كم وسيلة نقل استخدمها الفارون واي نوع هي وهل كانت تحمل باجات خاصة؟! وختاما، يسألوك عن المنجز! قل لهم ان حصيلة "المباراة" هذه المرة قد انتهت قبل ان ينتهي هذا الشهر من عد ايامه، بنتيجة تدمي القلب: 500 شهيد مقابل 500 ارهابي طليق السراح !!، وقل لهم أيضا انه لو افترضنا ان معدل العمليات النوعية لقوى الارهاب عشر عمليات يومية على اقل تقدير، فما هو معدل "العمليات النوعية" ضد قوى الارهاب؟ وقل لهم أخيرا أليس حريا بكم ان تكفوا عن طرح هذا السؤال وسط كل هذا الخراب؟
|