بعد ان اصبح توفير الطاقة الكهربائية معضلة فأن رئيس وزرائنا ، الذي تعتبر فترة جلوسه على عرش العراق بعد الاحتلال الامريكي من اطول فترات رؤساء الوزراء ، لم يستطع حلّها، وبعد سكوته دهرا عن معاناة شعبنا من جرّاء شحة وانعدام الطاقة الكهربائية وتأثيراتها الاقتصادية نتيجة تعطيل سوق العمل الذي يعتمد عليها، والنفسية جرّاء معاناة المواطنين من انقطاعها لساعات طويلة اثناء فترة الصيف، اضافة الى المشاكل التي يسببها انقطاعها على الواقع الصحي والخدمي. خرج علينا المالكي اليوم لينطق كفرا قائلا " ان نائبه المختص حسين الشهرستاني قد زوده بارقام خاطئة عن قدرة الطاقة الكهربائية في البلاد، وليتهم اقرب الناس اليه بالغباء لانهم يتعاقدون لشراء محطات غازية في الوقت الذي لا يوجد غاز في البلاد!!!
وأضاف المالكي انه يأسف لوجود ثلاثة نواب للطاقة والخدمات والاقتصاد، قائلا انه يتعين على كل نائب ان يتحمل مسؤولياته وكلام المالكي هذا صحيح مئة بالمئة، ولكن ما هي مسؤولياتك ايها السيد رئيس الوزراء، اليست هي متابعة هؤلاء النواب ومعرفة خططهم وان كانوا قد نفذوها ام لا؟ واين كنت خلال ما يقارب السنوات الثمان العجاف من حكمك ولماذا لم تصرح مثل تصريحك الناري هذا قبل اليوم؟
ويبدو ان المالكي الذي فشل فشلا ذريعا في كل شيء وخصوصا في مجالات الكهرباء والماء والخدمات والصحة والتعليم والامن والبطالة، وبعد ان عاث سوس الفساد وأرضة الرشوة جسد دولته غير القادرة على حماية مقهى يرتاده شباب ناهيك عن سجون وجامعات ومعابد وساحات كرة قدم، ولقرب موعد الانتخابات وبعد ان فقد العديد من الحكومات المحلية في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة يريد ان يظهر بمظهر الضحية محملا خصومه كل الموبقات التي جرت وتجري في عهد سلطنته على عرش العراق، وهذا يعني انه الحمل الوحيد والوديع بين قطيع ذئاب المنطقة الخضراء التي تراهن بالعراق على مائدة قمار. محملا خصومه افشال حل ازمة الكهرباء لدواعي انتخابية قائلا "للاسف العراقي يعيش في الحر وهم يعملون على هذا الامر- اي خصومه - ". شكرا لكم ايها السيد رئيس الوزراء فانكم وبعد ما يقارب من ثمانية اعوام من حكمكم الميمون اكتشفتم ان ابناء "شعبكم" يعانون حر الصيف وزمهرير الشتاء.
ولم يثر دهشتي من خطاب المالكي شيئا قدر قوله "انه لن يتسامح مع اي مقصر - ايباخ - وانه سيقيله بشكل فوري" بعد ان شكل لجنة مختصة لمتابعة المقصرين ولا ادري مدى جدية السيد المالكي في هذا الامر، وان كانت الاشكالية في ملف الكهرباء لوحده لهانت ايها السيد المالكي ولكن "الشگ چبير ورگعتك زغيره مثلما يقول المثل البغدادي" فالاشكالية طالت وتطول كل مرافق الحياة في البلد الذي يحكمه الفشل المستديم. ودعني ايها السيد المالكي وعلى رغم معرفتي باسلاميتك وابتعادك عن كل ما يلهيك عن عبادة الله كالميسر مثلا، ان تراهنني حول امكانية اقالة وكيل وزير داخليتك والمسؤول الثاني عن الامن بالعراق بعدك، والذي كان آخر فشل في عمله هو هروب مئات الارهابيين من سجني ابو غريب والتاجي، اضافة الى فشله في التقليل وليس القضاء على الارهابيين ومفخخاتهم التي تحصد العشرات من ابناء شعبنا كل يوم وفي كل ارجاء الوطن. هل تراهنني؟ انا واثق من انك ستخسر الرهان لانك خسرته بالفعل.
الاغبياء وحدهم من يصدّقون الفاشلين .
|