اللعنةُ.. اللعنةُ !

 

اللعنةُ على موارد النفط التي وّفرتْ وتُوّفِر للإحزاب الحاكمة في بغداد ، إمكانية الإستهتار بأرواح ومصائر الناس .. اللعنة ُ على كَم الأموال الهائلة التي ، تَستخدِم السُلطة ، جُزءاً منها ، ل " تخدير " الناس ، و " إسكات " الناس . اللعنةُ على ضمائر حُكام بغداد ، هذه الضمائر الميتة ، التي تستسيغ خداع الناس . اللعنة على مُدّعي التديُن والورع ، الذين يتاجرون بالدين والمذهب ، من أجل الإستمرار في السلطة واللعنة على مُدّعي الديمقراطية والقومية والليبرالية ، المُشاركين في السلطة . اللعنة على الكذابين المنافقين ، الذين يملؤون قاعة مجلس النواب وقاعة مجلس الوزراء . 
اللعنة على الغباء المستشري بيننا نحن الناس ، اللعنة على سلبيتنا وخنوعنا وقبولنا ، بهذه الطبقة المُجرمة التي تحكمنا ، منذ عشرة سنوات . اللعنة على " الخبز " الحقير الذي يرمونهُ لنا وكأننا كِلاب وقطط . اللعنة على إصرارنا على إختيار هذه الحثالات في كُل إنتخابات . اللعنة على الأكاذيب الكبيرة التي أوهمونا بها منذ طفولتنا ، عن " تأريخنا المُشرِف " وعن " أمجادنا وعن إنسانية أجدادنا " وعن " ديننا السَمِح " وعن ألاف الأكاذيب الأخرى المماثلة . اللعنة على النفاق والإدعاءات عن العيش المُشترك وتقبُل الآخر .. أليسَ أجدادنا هُم الذين عّلقوا المتصوف الكبير (الحّلاج) ، وصلبوهُ على شاطئ دجلة ؟ أجدادنا المجرمون الذين مّثلوا بجثة الحلاج بعد قتله وتراقصوا طرباً على أجزاءه المبعثرة ؟ أجدادنا وآباءنا الذين لم يتركوا مجالاً للإبداع في مجال القتل والتمثيل بالجثث ، إبتداءاً من إمراءةٍ بسيطة مسكينة إتهموها زوراً بالرّدة وليسَ إنتهاءاً بالحُسين بن علي . نحنُ أحفاد أولئك .. وخير مَنْ يمثلنا ، ذلك الجهادي من جبهة النصرة ، الذي أكلَ كبد أنسان أمام الكاميرات ! .. وخيرُ مَنْ يُعّبِر عّنا .. الذين يُفّجرون المدارس بطلابها والأسواق بمرتاديها والملاعب بأطفالها . اللعنة على أوهامنا ونفاقنا ، بصدد الوطنية والدين الحنيف والعدالة والحريات ، فأحسنُنا ، من منتسبي القاعدة ودولة العراق الإسلامية ، وأفضلنا من جيش المختار وجيش المهدي ! . اللعنة على رئيسٍ فاسدٍ مُخادِع ، يقودُ ضُباطاً خونة ، يبيعون أمهاتهم بدفتر دولار ، اللعنة على رئيسٍ يضع هؤلاء الضباط مُدراء للسجون ومسؤولين عن السجناء الإرهابيين المحكومين . اللعنة على كُل المافيات المتحكمة " بشئٍ " إسمه العراق ، تلك المافيات العابرة للدين والمذهب والقومية والحدود ، فكُل الطبقة السياسية الحاكمة المتنفذة ، مُشتركة ومتواطئة في هذه المافيات . 
نستحقُ آلاف اللعنات .. إذا قنعنا بالفُتات الذي يرمونه إلينا ، وسكَتْنا . نستحق اللعنات إذا صبرنا الى ما لا نهاية على الفساد والنهب المنظم الذي يمارسونه . نستحق اللعنات إذا صَمَتْنا على القتل اليومي والذبح والإنفجارات والإغتيالات . نستحق اللعنة والرَجم ، إذا إستمرينا على تسليم قيادنا لهم ، ليسوقونا كالبهائم . نستحق اللعنة ، إذا لم نبصق في وجوههم .. إذا لا نثور عليهم !.