من تونس ومصر.. هل ينجح العراق في صنع قيادة للغضب الجماهيري

 

طيلة الفترات العصيبة التي مر بها العراق والتي كانت تتوفر فيها اغلب مقومات التغيير كان الشعب يفقد زمام المبادرة فيتعثر في دلك احيانا واحيانا اخرى ينكفئ طاويا الفشل ومحتضنا المرارة ,وكان البحث ينصب عن سبب دلك ويتركز على اهم سبب وهو غياب القيادة التي تكون بمستوى يوازي اهمية اللحظة التي يصنعها الواقع وتتاملها امال الجماهير,قيادة قادرة على قراءة الواقع بصورة عميقة ودقيقة ثم ترجمته الى فعل ايجابي يعانق رغبة الجماهير نحو الوصول الى هدفها في التغيير وربما بقي هدا السبب من اكثر الاسباب التي اغرقتها الطبقة المخملية بحثا وتحليلا في شكل انحراف وتشوه فكري عجز عن تشخيص المشكل وايجاد الحل وبقي الشعب يتعكز عليه ليبرر لنفسه وللتاريخ عجزه وخنوعه وفشله عن احداث اي تغيير.

ومع ماحصل من تغيير في الوطن العربي وفي مصر  وتونس خاصة  وتطور الفكر الثوري الابداعي لهده الشعوب في صنع نماذج فدة وغير مالوفة وجديدة لترسم المشهدوتوظف الطاقة الجماهيرية نحو الوصول الى الحلم والهدف المنشود , قيادات لم يكن لها لك دلك  التاريخ او مقومات القيادة التي تجعل منها رقما يعتد به في معادلة التغيير على ساحة العقل الجمعي وفق النظرة التقليدية,الا ان هده  القيادات الجديدة استطاعت بما تحمله من افكار ان تكسر كل اطر المالوف و ان تتجاوز بفترة قصيرة اسماء وعنوانين وقامات كان يعول عليها كثيرا في تلك المهمة, جعلتها القيادة الجديدة من لاعب اساسي الى رقم ثانوي يعتاش ويركب التغيير بدلا من ان يكون صانعا له.

لقد اثبت هده القيادات انها استطاعت ان تتعاطى مع مراكز القوة والقرار بطريقة ابداعية لتوظفها بطريقة تجعل من الجيش والاعلام يمشى على الخطوط التي رسمتها ويتناغم مع ايقاعاتها الثورية, ساحبة الجيش من ساحة الضد ومن دور المعطل الى ساحة التلاحم معها ومع ماتريد.

في الثورة التونسية  تحول القائد الى رمزا عندما احرق نفسه  وترك اكمال بقية المشهد للجماهير التي تعاطت مع الفعل الاول ووظفت ارتدادته لتكمل فصول المشهد الثوري وفي مصر ابدع العقل المصري الشاب في النسخة الاولى للثورة وفي النسخة الثانية لشباب حركة تمرد سواء في اختيار اسم الحركة والية عملها وتوقيتها والتفاف الجماهير حولها بصورة رائعة

اذا قرات الجموع العراقية الغاضبة الان وفي الجنوب خصوصا المشهد الثوري المصري ودرسته بعمق لتجعل منه نسخة معدلة توافق الواقع العراق او بابتكار نموذج عراقي غير مسبوق فانها تسطيع ان تحقق شيئا في الوصول الى اهدافها  او على الاقل الاقتراب منها كثيرا كما يجعلها قادرةعن التخلي عن قيادات اللحظة الراهنة سواء كانت  قيادات دينية وسياسية بائسة باتت تعتاش على الامها وطموحها وامالها ورغبتها في العيش بكرامة يستحقها الانسان العراقي الدي انتظرها طويلا.