مصابيح كهربائية من البلاستيك تقدم إضاءة عالية الجودة

قال باحثون أمريكيون إنهم تمكنوا من تطوير نوع جديد من أنواع الإضاءة التي يمكن أن تحل محل مصابيح الفلوريسينت.

وتتشكل هذه المصابيح الجديدة من طبقات من البلاستيك يعتقد أنها أكثر كفاءة، وقادرة على انتاج إضاءة ذات جودة أفضل وخالية من الومضات المتقطعة.

وأضاف الباحثون أنهم يعتقدون أن أول وحدات من هذه النوع من المصابيح ستنتج عام 2013.

وقد نشرت تفاصيل هذا التطور الجديد للمصابيح في مجلة الإلكترونيات العضوية العلمية.

بياض أكثر إشراقا

وتتكون هذه التقنية الحديثة لمصدر الضوء والتي يطلق عليها اسم تقنية فيبل (Fipel) من ثلاث طبقات من مادة البوليمر الباعثة للضوء الأبيض، والتي تشتمل على كمية قليلة من المواد متناهية الصغر التي تصدر الضوء عندما يصل التيار الكهربائي إليها.

ومخترع هذا النوع من المصابيح هو ديفيد كارول، أستاذ الفيزياء بجامعة ويك فورست بشمال كاليفورنيا.

وقال كارول إن المصدر الجديد لهذه الإضاءة يمكن أن يوضع في أي شكل من الأشكال، وإنه ينتج إضاءة ذات جودة أفضل من مصابيح الفلوريسنت المضغوطة التي أصبحت ذات شعبية في السنوات الأخيرة.

وأضاف كارول لمراسل بي بي سي أن: "مصابيح الفلوريسنت بها صبغة زرقاء قاسية ليست مريحة حقا للعين البشرية، إذ يشكو الناس من الصداع، والسبب في ذلك هو أن المحتوى الطيفي لذلك الضوء لا يماثل المحتوى الطيفي لضوء الشمس، ولكن المصباح الجديد يمكنه أن يماثل المحتوى الطيفي للشمس بشكل رائع."

وأضاف كارول: "أقول إننا الآن يمكننا الحصول على إضاءة أكثر اشراقا من هذه المصابيح المجعدة، ويمكنني أن أعطيك أي لون تريده من هذا الضوء الأبيض."

وقد كانت هناك عدة محاولات لتطوير ضوء المصابيح في الأعوام الأخيرة، مثل مصابيح الصمام الثنائي المشع للضوء والتي تعرف باسم LEDs وقد قطعت شوطا طويلا منذ أن أصبحت تعرف بأنها تقدم أفضل إضاءة للمؤشرت داخل الأجهزة الالكترونية.

وخلال العقد الماضي، أصبحت هذه المصابيح أكثر استخداما كمصدر للإضاءة لأنها تتمتع بميزتين رئيسيتين هما قوة الإضاءة والكفاءة.

إضاءة وليس حرارة

وقد أصبحت الخطوة الأخرى الأكثر تقدما هي الوصول إلى المصابيح العضوية ذات الصمام الثنائي أيضا والتي تعرف باسم OLEDs والتي تعد أيضا بتقديم إضاءة أكثر اشراقا وكفاءة.

وتعد الميزة التي تتمتع بها هذه الإضاءة مقارنة بالإضاءة التي تقدمها مصابيح LEDs هي أنها يمكن أن تحول إلى أشكال عديدة ومختلفة من أشكال الإضاءة، بما في ذلك الدخول في صناعة شاشات التلفاز عالية الوضوح.

لكن كارول يقول إن الإضاءة التي توفرها تقنية المصابيح العضوية ذات الصمام الثنائي لم تعد تواكب آخر التطورات الحديثة.

وأضاف "هذه المصابيح لا تستمر لفترات طويلة، كما أنها ليست مشرقة جدا، وهناك حدود لدرجة الإشراق التي يمكنك أن تحصل عليها من هذه المصابيح، كما أنها لو تعرضت لكمية كبيرة من التيار الكهربائي فإنها تذوب."

لكن النوع الجديد من المصابيح التي توصل إليها كارول يمكنها أن تتغلب على جميع هذه المشاكل، كما يقول.

وأضاف كارول: "ما توصلنا إليه هو طريقة لإنتاج الضوء بدلا من الحرارة، إذ لا تحتوي الأجهزة التي توصلنا إليها على مادة الزئبق، ولا تحتوي كذلك على المواد الكيميائية الكاوية، ولا تتعرض للكسر لأنها غير مصنوعة من الزجاج."

ويضيف كارول أن مصباحه الجديد رخيض الثمن، وأن لديه "شراكة" مع إحدى الشركات المهتمة بتصنيع هذا المصباح الجديد، ويعتقد أستاذ الفيزياء أن أول انتاج لهذا المصباح سيكون في عام 2013.

ويقول كارول إن لديه ثقة كبيرة في قدرة هذه االمصابيح الجديدة على العمل لفترات طويلة، ويقول إن لديه مصباحا من هذا النوع في مختبره يعمل منذ نحو عشر سنوات.