ملعب الشعب وتصدير الكهرباء |
تابعت لقاء السيد نوري المالكي الذي عقده في احدى صالات بيته مع العراقية، وبثته قناة الفيحاء يوم الاربعاء. وجل ما كنت اخشاه على السيد رئيس الوزراء هو ان ينطفئ النور بسبب انقطاع التيار الكهربائي، لما يجر ذلك من احراج لشخصه الكريم امام الضيوف، والمشاهدين، خصوصا وقد كان لموضوع الكهرباء حصة الاسد من الحوار. اذ ان حادث انقطاع التيار الكهربائي عن منزله في نيسان 2010 عندما كان في لقاء خاص مع نفس القناة مايزال عالقا في ذهني. واذكر حينها كيف ضرب السيد نوري المالكي مثالا موثرا على البساطة والنزاهة التي يتمتع بها رغم كونه رئيسا للوزارة، عندما قال بصوت منخفض خجل، "ما عندي مولدة ببيتي"، ربما بذات الطريقة التي اتبعها الراحل عدي، ابن الرئيس الاسبق صدام حسين عندما اعلن ضياع بطاقتة التموينية، والتي كان يستلم بواسطتها حصته الغذائية الوحيدة. في هذا اللقاء، اول امس، حيث سأله الضيوف عن سبب استمرار انقطاع الكهرباء في البصرة، كمثال، لـ 15 ساعة يوميا، لم يجد السيد المالكي اسما من بين حاشيته ليلقي عليه اللوم في نقص الكهرباء (غير المتعمد) سوى نائبه، الخبير بالطاقة النووية، ووزير الكهرباء السابق السيد حسين الشهرستاني. فقد اتضح ان السيد المالكي نفسه، كما اعترف ضمنا، بانه كان ضحية "غباء" ذلك الرجل، على حد قوله، الذي انفق مخصصات الوزارة في مولدات تعمل على الغاز، في حين ليس لدينا غاز في العراق!؟ ثم قام بتحوير المولدات للعمل على الزيت كوقود لها، وهذا كلف الميزانية مليارات اخرى، وبنفس الوقت قلل من كمية الطاقة الكهربائية المنتجة فيها، وهذا هو كلام رئيس الوزراء الذي مايزال يحتفط بنائبه لشؤون البتاع كله، هذا، في منصبه الى الان. ولا انكر انني ايضا، كما السيد رئيس الوزراء، كنت ضحية "..." السيد الشهرستاني، فقد صدقت "لغبائي ايضا" وعد السيد الشهرستاني الذي اطلقه قبل عام حين كان يكرر لوسائل الاعلام انه حول العراق من بلد مستورد للطاقة الكهربائية الى مصدر، وسيبدأ التصدير في نهاية العام 2013 (طبعا الى دول الجوار، اي نفس الدول التي يشتري منها اليوم!؟). في نفس يوم اللقاء، لقاء المالكي التاريخي مع الفيحاء، كانت هنالك مباراة كرة قدم، توصف بانها جماهيرية، لانها جمعت فريقي القوة الجوية والطلبة، وليس هنالك ملعبا في العراق يستطيع استيعاب اعداد الجماهير المشجعة للفريقين سوى ملعب الشعب. وبسبب موجة الحر الشديد هذه الايام، وصيام اكثر اللاعبين والجمهور وصعوبة تواجدهم في ساعات الظهيرة، فقد كان من المخطط ان تجري المباراة في الساعة التاسعة والنصف مساءا، كما هو الحال في الدول المجاورة، واسوة بمباراة ناديي اربيل ودهوك التي جرت في نفس الليلة (العاشرة مساءا) في ملعب فرانسوا حريري في مدينة اربيل (كردستان). الا ان المباراة الجماهيرية الكبيرة، ورغم تفاؤل الفريقين والجمهور بهذا التوقيت قد قدمت الى الساعة الثالثة عصرا لان ملعب الشعب الدولي اعلن انه لا يستطيع تامين التيار الكهربائي للاضوية الكاشفة التي تنير الملعب مساءا. نحن الان في النصف الثاني من العام 2013، العام الذي وعدنا السيد الشهرستاني بان الملياردات التي كانت تحت تصرفه قد انفقها بشكل يؤمن الطاقة الكهربائية الكافية لكل العراق في النصف الاول منه، ويبدأ العراق بالتصدير للدول المصدرة (؟) في النصف الثاني. وطالما اعترف السيد المالكي بانه ضحية غباءه، فانا اعترف ايضا بانني كنت ضحية "غبائي"، لانني صدقت ماقاله ذلك المسؤل، ببلاهة، بان في العام 2013 ستتوفر في العراق الكهرباء، ان لم اقل للتصدير، او لبيوت المواطنين، فعلى الاقل للاضواء في ملعب الشعب! وملعب الشعب هو الملعب الدولي الوحيد في العراق! |