خلال (عزيمة ) على سمك مسكوف جمعت رئيس الوزراء في المملكة العراقية في القرن الماضي نوري السعيد وعدد من اعضاء الحكومة واعيان البلد انذاك وبعد ان تم ( مد السفرة) ووضع المقبلات و(الزلاطات) التي احاطت بسمكة عملاقة (مسكوفة سكفا بغداديا أصيلا) شبيه (بسكف) شعب ما ؟ ! حيث الحر الشديد ولهيب الانفجارات وغياب العزيزة بنت الاصول الكهرباء وكثيرة هي الامور ( هذا ليس مجال حديثنا الحالي )،
لنرجع الى (العزيمة) حيث وبعد ظهور السمكة المسكوفة على المائدة ،قام احد الشعراء الظرفاء بالتوجه نحو السمكة واخذ ( يشم) ذيل السمكة ، فقال له الباشا نوري السعيد ماذا تفعل يا شاعرنا ، فقال له الشاعر اريد ان اعرف هل السمكة فاسدة ، فقال له نوري السعيد ولكن يجب عليك ان تشم رأس السمكة وليس ذيلها ، فنظر الشاعر الظريف الى نوري السعيد واشار بيده اليه قائلا انا متأكد من ان الرأس فاسد، ولكن خوفي على الذيل ان يفسد .
هذه (الحركة) الظريفة ، التي قام بها الشاعر الظريف ، لم تكن حركة عبثية ،ولم تكن حركة من اجل الضحك ، بل هي حكمة وكلام ونقد عميق ، وجه الى رأس الحكومة انذاك ، واعتقد ان الشاعر الظريف يدرك جيدا ماهو فاعل ، وبعبارة ادق ان الشاعر اراد ان يقول من خلال حركته هذه ان الطبقة الحاكمة دائما تعتبر نفسها (الرأس) ،وباقي ابناء الشعب عبارة عن ( ذيل) ، ولكن فات على الكثير ان الذيل هو أساس حياة الرأس ،لأن أي أشكال او فساد في الذيل ، سيؤدي الى اضطراب وخلل في حركة وحياة السمكة دون ادنى شك ، لأن الذيل هو المحرك الحقيقي لتوجه وسباحة السمكة بامان ،والذيل هو من يجعل السمكة مسيطرة على الامور ، وان الرأس لاخير فيه دون الذيل ، لذلك نتمنى ان يكون (الذيل ) بخير وغير فاسد ، لأنه بفساده ( لاسامح الله) سوف تفسد كل الامور و تصاب بالشلل وتكون الحياة ( معلولة) ، لذلك علينا ان نعرف دائما وابدا ان خطر فساد السمكة يكمن في فساد ذيلها ...
|