علوش والمالكي.. من منهم يصلح لرئاسة الوزراء ؟؟

 

تركت غزوة اقتحام سجني أبو غريب والتاجي مطلع الأسبوع الماضي والتي أدت الى هروب أكثر من (500) سجين غالبيتهم من عتاة المجرمين ومن الجيل الاول والثاني من قادة عصابة تنظيم القاعدة الارهابي اثارا سلبية مدمرة على مجمل الفعاليات السياسية والاجتماعية في البلد وعززت من المخاوف التي يستشعرها ابناء العراق من المستقبل المجهول بسبب الانهيار الكامل في المنظومة الأمنية والخدمية وبسبب غياب الحلول والعلاجات الحقيقية في ظل تنصل المسؤولين عن مسؤولياتهم والقاء اللوم على اطراف ليس لها شان في ادارة الملف الامني او الخدمي.
وحادثة هروب السجناء من سجن ابي غريب وسجن الحوت في التاجي اشرت خللا كبير في المنظومة الدفاعية وأشرت خللا اكبر في معالجة هذه الخرقات من قبل المسؤولين والمتصدين لهذا الملف ووضعت الجميع امام حقيقة واحدة وهي ان الحكومة والقيادات الامنية غير مهيئين لمثل هذه المهام وغير قادرين على تنفيذ الواجبات او حماية ابناء الشعب العراقي وبالتالي فان ما يمكن ان يحدث في قادم الايام قد يكون مفجعا ومدمرا وعلى لسان الجميع تقريبا لان النتائج تاخذ من المقدمات .
ورغم ان حادثة اقتحام السجون وتهريب المجرمين ليست الاولى الا ان هجوما بحجم ما حدث على سجني ابو غريب والتاجي والذي احتاج الى اعداد وتخطيط واعمال استباقية وقطع للطرق الرئيسية ثم بدا الهجوم المسلح الخارجي وما تبعه من اسناد من داخل السجن "حيث ان المهاجمين كانوا قد نجحوا في ايصال الاسلحة الخفيفة الى السجناء" وهذه الاعمال والتحضيرات كلها تحتاج الى وقت للقيام بها وفعلا فقد ستمرت العملية ساعات متعددة نجح فيها المهاجمين من فتح السجون واخراج كل من يريد الخروج ومع كل هذا الوقت فقد كانت الاجهزة الامنية وقادتها يغطون في سبات عميق.
ان محور الفشل في هذه العملية وفي الاعمال الارهابية اليومية التي يتعرض لها الشعب العراقي يتمثل في غياب الدور الاستخباري وغياب التعامل الجدي مع المعلومات التي تصل الى المنظومة الامنية الاستخبارية اما غباءا او تواطئا وكذلك انعدام اليات الدعم والاسناد، ففي حادثة سجن ابو غريب والتاجي كان بامكان قوات الردع والاسناد التدخل والوصول الى مكان العملية في وقت قد لا يستغرق ساعة على ابعد تقدير ومن قلب العاصمة بغداد وليس من قبل الوحدات الامنية القريبة من محل الجريمة الا ان اي احد لم يتحرك وكان ما يحدث لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد.
الامر الاكثر فضاعة هو ان جميع من يسكن في ابو غريب والتاجي كان على علم مسبق بتفاصيل الاقتحام وقبل يومين من الحادث وحتى (علوش) الفقير البسيط قرر ان يترك مكان عمله في مدخل سجن ابو غريب وان يرفع اغراضه حتى تنجلي الغبرة لاحساسه بالخطر ولاهتمامه بمصالحه الخاصة وشعوره بالمسؤولية اتجاه عائلته ونفسه ..
ان السيد علوش بتصرفه العقلائي هذا تفوق على المالكي في كل شيء فهو "اي علوش"اخذ المعلومة الاستخبارية على محمل الجد واتخذ الاحتياطات اللازمة للمحافظة على امواله الخاصة والمحافظة على حياته بينما الطرف الاخر وهو السيد المالكي وقادته الميدانيين لم يأخذوا المعلومة الاستخارية على محمل الجد ولم يحافظوا على ارواح منتسبيهم ولم يصونوا الامانة ولم يحافظواعلى الممتلكات العامة التي بعهدتهم بل تركوا الحبل على الغارب وليس هذا فقط فعلوش اعتمد على نفسه في اداء المهمة ولم يحمل اي طرف المسؤولية اما السيد المالكي فقد تخلى عن مسؤولياته والقى باللوم على الاخرين الذين ليس لهم علاقة بكل ما حدث.
والسؤال هنا اذا كان الجميع على علم بتفاصيل الهجوم على سجني التاجي وابو غريب فأين دور الاستخبارات العسكرية والمخابرات فان علموا فما هي الفائدة وان لم يعلموا فلماذا يقال لدينا استخبارات ومخابرات وقيادات عسكرية.