حيدر ألعبادي يفكك لغز "الهروب من أبي غريب"

 

رغم انه ليس مختصا في الشأن الأمني او خبيرا استراتيجيا وليس رئيسا للجنة الامن والدفاع النيابية كما هو زميله النائب حسن السنيد الا ان النائب الدعوجي حيدر العبادي اجهد نفسه في التفكير والتحليل والتمحيص من اجل الوصول الى فك لغز واسرار واسباب اقتحام سجني الحوت في التاجي وبغداد المركزي في ابي غريب والذي تسبب بفرار اكثر من 500 سجين من عتاة المجرمين والقتلة التابعين لتنظيم القاعدة الارهابي وبطريقة أطاحت بكبرياء الحكومة واهتزت لها المؤسسة الامنية العالمية والانتربول وحذروا من خطر هؤلاء المجرمين الاوباش. ورغم التصريحات والتبريرات التي قدمتها الحكومة من خلال المتحدث الرسمي باسمها ومن خلال وزراء الداخلية والدفاع والذي يمثلهم فيها دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي بالاضافة الى تصريحات القائد العام للقوات المسلحة والذي هو ايضا السيد نوري المالكي والتي اتهم فيها الارهاب والبعث والخلافات وغياب التوافقات.. ورغم ان السياقات والعادة جرت على ان ما يصرح به اعضاء اي كتلة لا يختلف عن راي رئيس الكتلة الا ان شجاعة وخبرة العبادي جعلته يغني خارج السرب وياتي باكتشافات لو كان اعلن عنها قبل وقوع الحادث لكان قد جنب العراق الكثير من الكوارث. واكتشافات العبادي ليست اكتشافات بسيطه او اكتشافات وهمية قد يرى البعض ان القصد منها ابعاد الشبهة عن حزب الدعوة وقادته باعتبارهم يمسكون المفاصل الاساسية في الحكومة والدولة في هذه المرحلة انما هي اكتشافات لكل زمان ومكان ويمكن ان يتم الاستفادة منها في قادم الايام وحتى لا نستغرق كثيرا في محاسن الاكتشافات واهميتها يتوجب علينا استعراضها للمتلقي... واهم هذه الاكتشافات التي توصل اليها العبادي هو ان سجني التاجي وابي غريب لا يقعان في الحدود الادارية للمحافظات الجنوبية وهذا البعد يجعل من امر السيطرة عليهما امر صعب الامر الاخر ان السجنين يقعان في مناطق داعمة وحاضنة للارهاب وهذا القرب يسهل عملية الامداد والدعم والاسناد اما الاكتشاف الثالث الذي توصل اليه العبادي هو ان افراد الجيش والداخلية من ابناء المناطق الجنوبية يرفضون الخدمة في هذه المناطق وبالتالي اضطرت الدولة صاغرة الى تسليم الملف الى ابناء المناطق القريبة ولانهم داعمين وحاضنين حدث المكروه هكذا وبكل بساطة،العبادي احس ان هناك لغطا وعدم ارتياح من الحضور لطرحه واكتشافاته فجاء بما لم يتوصل اليه الاخرين وهو ان الحكومة لم تتمكن من بناء سجون في المناطق الجنوبية خوفا ان يتهموها بالطائفية لذلك فضلت هروب السجناء بكل اثامهم ولم تفضل ان يقال عليها حكومية طائفية. لا غرابة ان يتحدث العبادي بمثل هذا الاسلوب المتدني محاولا تسطيح عقول من يستمع الى حديثه مع مادبة افطار شهية في محاولة منه لمحاكاة وتقليد السرد القصصي الذي اتبعه المالكي في لقائه مع العراقية وهو يبحث عن انتصارات من ورق حصلت قبل ثلاث سنوات.