نهاية الحلم التركي

 

الاتراك سارعوا خلال السنوات الماضية الى تحقيق مكاسب على الارض مستغلين حاجة الغرب الى عملاء "موثوق" بهم وكذلك بعد ندلاع فوضى ماسمي بالربيع العربي وحاول العثمانيون الجدد في حكومة طيب رجب اوردوغان مد حبال الوصل مع الجماعات الدينية الاكثر تشددا في بلدان عربية ومسلمة في ليبيا وتونس ومصر والمغرب وأرادت دخول سوريا عن طريق عصابات جبهة النصرة والجيش الحر الذي تلقى الدعم من دول مثل قطر والسعودية ومقاتلين مرتزقة قدموا من شمال أفريقيا ودول عربية وإسلامية وكان دور تركيا يتمثل في تهيئة عوامل الفوضى في الداخل السوري وإيواء العصابات الاجرامية ونقل المرتزقة عبر الحدود ومعالجة الإرهابيين الذين يسقطون في معارك مع الجيش العربي السوري الشجاع الصامد عدا عن تمرير الاموال والأسلحة الى مدن الشمال السوري ومن ثم توزيعها في بقية المدن السورية في الوسط والشرق والجنوب. الاتراك سارعوا الى بناء علاقات إستراتيجية مع الدول العربية المنتفضة خاصة في مصر بعد سيطرة الاخوان وكانت تمني النفس بثبات حكم هؤلاء الجماعة وسارعت أنقرة الى تقديم الدعم وحض الغرب للقبول بتسلم الاخوان السلطة والتفاهم معهم بوسائل مختلفة والابقاء على حلقات تواصل اقتصادي وسياسي معهم ثم الحصول على اموال من ممولين كقطر لمشاريع ترسخ اقدام الاسلاميين الموالين لها وهذا ماحصل وادى الى حنق وانزعاج كبيرين من القوى الثورة وقوى التمرد ضد حكم الاخوان الذي اتسم بالرعونة والفشل والتخبط وعدم وضوح السياسات التي تحتاجها مصر في مجال الاقتصاد المترهل حتى جاءت لحظة الحقيقة حين تسلم الجيش الزمام وقرر الاطاحة بحكم الرئيس الاخواني محمد مرسي ليلة الثلاثين من يونيو واتمها في ايام قلائل بتعيين رئيس مؤقت وحكومة تتولى انقاذ البلاد ووضع تركيا وقطر والعالم والدول الرافضة لحكم الاخوان في حال لا يحسدون عليه فالاتراك احتجوا واعلنوا انه انقلاب والقطريون صدموا بقوة بينما سارعت دول مثل ايران والسعودية والامارات الى اعلان الترحيب باي قرار يأتي من سلطة الشعب المصري قابل ذلك تراجع المشروع الاخواني في ليبيا وتونس والمغرب واليمن واندحاره في الخليج وحتى في تركيا التي انتفض شعبها ضد حكم اوردوغان وعصابته التي تروج للعنف والطائفية. تغيير القيادة في قطر ،وهزيمة الإخوان في مصر والخليج ،وصعود رئيس إيراني جديد ورفض الغرب مبدأ إنضمام تركيا الى المجموعة الاوروبية ورغبة الولايات المتحدة في تحقيق مكاسب من علاقة متوازنة مع ايران البلد الذي ترى واشنطن انه يعود بقوة ويمتلك مئات المليارات من العملة الصعبة في بنوكه الوطنية وهو البلد المزدهر المقبل في المنطقة مع كم الثروات الهائل وفشل المشروع الاخواني الفوضوي..كلها عوامل ستنقل حال المنطقة العربية والشرق الاوسط الى وضع مختلف وسيكون من الصعب على تركيا استعادة دورها بينما الغرب غير متحمس في مواجهة المواقف الروسية الجريئة والشجاعة وعدم رضا موسكو عن دور الغرب وعن العلاقة بين قطر وتركيا بما يحصل من مشاكل في المنطقة.. هي علامة نهاية الحلم التركي..