خطة الطوق النظيف

 

امن اسرائيل في منتصف القرن التاسع عشر وضعت الدول الغربية ستراتيجية تجاه الدول العربية انطلقت من الإيمان بضرورة تقسيمها إلى دويلات إثنية ودينية مختلفة، حتى يسهل التحكم فيه. وقد غُرست إسرائيل في قلب هذه المنطقة لتحقيق هذا الهدف. فعالم عربي يتسم بقدر من الترابط وبشكل من أشكال الوحدة يعني أنه سيشكل ثقلا إستراتيجيا واقتصاديا وعسكريا، ويشكل عائقا أمام الأطماع الاستعمارية الغربية.. في خريف 1992 نشرت مجلة “فورين افيرز” الأمريكية موضوعا تحت عنوان إعادة النظر في الشرق الأوسط”، انطلق فيه الكاتب من التخلي الرسمي عن حلم القومية العربية والمتعلّق بالوحدة وبدولة عربية موحدة أو حتى بكتلة سياسية متماسكة .. ورسم شرق أوسط جديد ليس للعرب فيه أي دور .. حكام كقطع شطرنج كما سماهم وليم غاي كار في كتابه (وشهد شاهد من أهلها )عبّر الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد عن طبيعة النظام المطروح قائلاً: ((موضوع الشرق أوسطية ليس موضوعاً اقتصادياً، بل إنه موضوع اقتصادي وسياسي)) وحدّد هدفه الأساسي بقوله: ((هو شطب شيء اسمه العرب شطب شيء اسمه العروبة، شطب المشاعر العربية، شطب الهوية القومية ويهدف إلى كسر الإرادات وتمزيق البلدان العربية واحتلال البعض منها وابتزاز البعض الآخر لفرض التسوية الإسرائيلية وإقامة إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات ... ولن نذهب بعيدا في سرد تفاصيل ما يحدث ويحدث .. فقط سانقل ما قاله الشيخ نبيل نعيم، الجهادي السابق الذي قاتل في افغانستان ان امريكا واسرائيل ينفذان خطة بمساعدة الاخوان والسلفي اسمها ''الطوق النظيف' وتقام بوضعها كل من ديك تشيني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عام 1998 لتدمير ثلاث جيوش عربية هي الجيش العراقي والسوري والمصري ..ويشير الشيخ نبيل الى ان الهدف الاول تحقق بتدمير الجيش العراقي والدور الان على الجيشين السوري والمصري ..فالدراسات التي اجرتها اسرائيل تؤكد أن الحرب أو المواجهة المباشرة مع سوريا ستكِلف الطرفين في مراحلها الاولى اكثر من 800 مليار دولار بالمناصفة سيتم خلالها تدمير كل البنية التحتية الإسرائيلية لذا لجأت إسرائيل للتسريع بنفس المنهج الذي تم وضعه من سنوات للمنطقة العربية "الحروب الطائفية" وبخاصة هذا النوع من الحروب و الذي سُميَ الحرب بالوكالة.. وهذا ما اكده رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق " اشنكازي حيث قال أن الدول العربية جميعها لم يعد بها جيوش قادرة علي مواجهة إسرائيل، وأن إسرائيل تتمتع بالأمن الكامل في ظل تدهور كل الجيوش العربية..