أيها المصريون.. العالم يحييكم!

 

حبس الحريصون على مصر وأهلها أنفاسهم، لما ستسفر عنها المنازلة الكبرى التي تشهدها ميادين وشوارع مصر في جمعة 26 تموز. مبارزة بين قوتين كبيرتين: الإخوان المسلمون، ورثة حسن البنا وسيد قطب الذين لن يقبلوا الهزيمة بعد فوزهم الديمقراطي، وبعد ان ذاق مكتب الإرشاد حلاوة النصر وطعم القصر، وبين دعوة وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي لتفويضه أمرا بإنهاء العنف والإرهاب.

ولأن المشهد استثنائي، محفوف بالمخاطر، والمنازلة ستعلن عن منتصر واحد. ولأن قلوبنا على مصر، فقد تابعنا المشهد بدءا من الخامسة عصر جمعة المنازلة الكبرى.

كانت القنوات الفضائية تنقل بدايات التظاهر، وبعد ساعتين اكتظت الشوارع والميادين بالناس: ميدان التحرير، الاتحادية، المنوفية، المنصورة، السويس، كفر الشيخ، طنطا، الإسكندرية. رجال بمختلف الأعمار، والأزياء، نساء محجبات وسافرات، أطفال، شباب يرفعون شعارات (جيش قوي، دولة قوية، مسلم مسيحي أيد وحدة، لا للإرهاب). هاتفين (ثوار، أحرار حنكمل المشوار). يرفعون أعلام مصر ويطلقون الألعاب النارية وأشعات الليزر، والكلّ ينشد: تحيى مصر، ويستعيدون الأغاني الوطنية بصوت عبد الحليم حافظ، والمروحيات من فوقهم ترفرف فيها أعلام مصر وتلقي منشورات بعشر لغات.

كان المشهد مهيبا ومبهرا، الشعب فيه موحّدا، فالأزهر أعلن انه "يتفق بأن هذه التظاهرات تهدف للوحدة والتكاتف ونبذ العنف"، والقبائل العربية وقعّت على وثيقة بالدم لدعم القوات المسلحة بالحفاظ على مصر، والمسيحيون، برغم الحر، امتنعوا عن شرب الماء تضامنا مع المسلمين الصائمين الذين سيشاركونهم الإفطار الجماعي في ميدان التحرير، والناس شكّلوا دروعا بشرية لتأمين المسيرات النسائية، واللجان الشعبية اتخذت مواقعها لحماية الممتلكات العامة والمنشئات الحيوية. يا للروعة حين يكون الشعب هو سيد الموقف! ويسمح حتى لا تباع من استلم الحكم وأفقر أهل مصر بالتظاهر أيضا!

أيها المصريون، هنيئا لكم أنكم من يوم غد ستبدؤون تاريخا مشرّفا لبلدكم، أم الدنيا، وتبعثون من ميدان التحرير رسائل لقوى العالم وفي مقدمتها أمريكا أن لا تتدخل بالشأن المصري، وتقدمون درسا بليغا لكل العرب في الوطنية والتلاحم والإرادة الشعبية، لاسيما أشقائكم في العراق الذين أتعبتهم حكومة فاشلة، وهم عن تغييرها عاجزون، فلا في جيشهم (ربع سيسي) ولا حب العراق يوحّد قواهم السياسية، كما وحّدكم حبكم لمصر، فكسبتم حب العالم وإعجابه.

أيها المصريون، نرفع قبعاتنا تحية لكم!