السفر أصبح الحل لمشاكل العراقي

 

كان السفر و الهجرة في فترة حكم النظام السابق يختصر على شريحتين معروفتين لا ثالث لهما و هما شريحة تكره النظام السابق لدرجة كبيرة و تريد معارضته فتلجأ للخروج من العراق بأي وسيلة  أو الذهاب لإقليم كردستان الذي كان يتميز بحكم ذاتي  ليمارس عمله المعارض و الرافض للنظام السابق و إما الشريحة الثانية فهي شريحة تعبت من ظروف الحياة القاسية التي مرت على وطننا فنحن مرينا بسنيين عجاف  من حصار اقتصادي ظالم و قررت الذهاب للخارج بحثا عن مصدر للرزق و تحسينا لحالتها المادية و بعد سقوط النظام السابق توقع عدد كبير من الخبراء بأنه سوف تعود شريحة كبيرة جدا من العراقيين الذين كانوا في الخارج إلى وطنهم فالنظام السابق الظالم قد سقط و هذا طبعا حدث و لكن العدد كان قليل للغاية و يكاد لا يذكر بينما استمر سفر العراقيين بل و زاد أضعاف مضاعفة لدرجة لا يمكن تخيلها عما كان عليه في السابق بسبب سهولة الحصول على جواز السفر و إلغاء التكاليف المالية التي كانت تفرض على المسافر و عودة عمل المطارات التي كانت مغلقة سابقا و أصبحت أسباب السفر و الخروج من العراق كثيرة ولا تعد ولا تحصى و أصبحت هناك شرائح مختلفة تعيش خارج وطننا كالأطباء الذين هددوا في العراق و تم قتل عدد كبير منهم و كذلك الأساتذة الجامعيين الذي تم قتل منهم أكثر من ألف شخص بعد مرور سنتين من سقوط النظام السابق حسب ما أعلن المسؤولين الأمنيين و كذلك أصبحت جامعات الدول المجاورة للعراق تحتضن عدد هائل من الطلاب العراقيين الذي قدموا لهذه الجامعات بعدما تعبوا من الحالة الأمنية المتردية في العراق و بسبب فقدان عدد كبير من أساتذتهم الذين تعرضوا إما لعمليات إرهابية أو لقتل و كذلك هناك شريحة تسافر في فترة فصل الصيف هربا من جو العراق الحارق فمع استمرار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يصبح الصيف جحيما على العائلة و المجتمع العراقي فلذلك متى تنظر الحكومة العراقية و المسؤولين إلى وضع المواطن المسكين الذي يريد أن تتحسن حالته لكي لا يسافر من العراق و لكي يعلم المسافر العراقي بأن وضع وطنه  قد تحسن و بهذا يعود مطمئنا إلى وطنه لكي يعيش حياة مستقرة و هادئة هو و عائلته .