الناصرية تعيد انتاج الأبجدية ..!

 






تدخل تظاهرات الإحتجاج في مدينة الناصرية يومها العاشر ، واذ تحييّ إناس شقيقتها البصرة في هدير الكبرياء والكرامة وتلتحم معها في بركان سيحرق الفاسدين والطغاة الجدد ، فقد راح البعض المنافق يفرغ غلوائه ويتهم أبناء البصرة بإنعدام الكفاءة والتخلف ، ويوصف أحرار الناصرية بالغوغاء والميليشيات ..!

الناصرية شرف الأرض التي كرمت قبل آلاف السنين بولادة سيدنا ابراهيم الخليل وهي منبع النور وأبجدية الحضارة والموسقى وثقافات التحرر على مر العصور ،دونت اول حكمة على لسان جلجامش ورددت أول الترانيم بأصوات نساء أور في انشاد لربيع البشرية .

سلاما بصرتنا العظيمة ، يامرفأ الأحلام والأغاني وقمة الهرم المعرفي لتأريخ أهل وادي الرافدين ، مدينة تطعم القمر و تغازل النجوم منذ توسد أنين أرضها صاحب الزنج ، ليوصل رسالتها الى السياب نقلا عن الحسن البصري والجاحظ ورهط من زرعوا اشجار الضوء والحرية في هامات الزمان .

الناصرية كما البصرة يتحديان فساد وفشل احزاب الأسلام السياسي التي لم يأت لهما سوى بالبؤس والخراب والأزمات والفقر وانعدام الحياة والخدمات والأمن والجمال ..، مدن تتوسط الإهمال والأتربة وتحرم من الكهرباء والماء الصالح للبشر والخدمات البلدية المناسبة ، مدن عريقة بكفاءات اصبحت سلطاتها تلوذ بعدد من ذوي العاهات المرضية والمتخلفين والمعتوهين ، مدن ترزح تحت الممنوع و ثقافة النفاق وشراء الذمم والصمت والأكاذيب ..، وما اشبه اليوم بالبارحة ..!

الحرية والفقر واسترداد الحقوق محركات اساسية لأبناء الناصرية والبصرة في تظاهراتهم ، يكفي صمتا وصبرا لعشر سنين مضت خدعوا بها ابناء المدن الفقيرة وهي تغط بين طيات العوز وتنكشف تحت أمواج الأمراض والأوبئة وهي تنتج النفط والثروات .

البصرة والناصرية مرجل ثورة التغيير الذي لابد ان يأتي بنهار جديد يمحو هذا الظلام الذي هيمن عليهما منذ نصف قرن .

اما الحمقى الذين يتهكمون و يشتمون أحرار هذه المدن الباسلة نقول لهم ماقاله الشاعر محمد صالح بحر العلوم ؛

صهْ يارقيع فمن شفيعك في غد ..... فلقد خسئت وبان معدنك الرديّ

تحية تقدير لأحرار مدن الجنوب وكل ابناء العراق وهم يحملون مفاتيح الغد الأجمل .