ماذا بعد فشل الاعتماد على ضباط النظام السابق ؟؟

 

أثبتت تجربة السنوات العشرة التي أعقبت سقوط نظام صدام فشل تجربة الاعتماد على اركان النظام السابق من الضباط والمراتب العليا في الحفاظ على الأمن بل ان استمرار التجربة يمثل سببا رئيسيا من اسباب التدهور الامني بسبب الاختراق والانتماء والتقوقع في خنادق الطائفة والفكر الأيدلوجي وهذا ما يمكن تلمسه من الاختراقات الكبيرة واستمرار مسلسل اباحة الدم العراقي والذي تكشف التحقيقات في كل مرة وجود تواطئ او اختراق او اجندات ارهابية تتحكم بهؤلاء المنتسبين. ومؤكد ان هؤلاء الضباط واصحاب الدرجات الخاصة ينتمون الى فكر ومنهج لا يلتقي مع فكر ومنهج العراق الجديد وبالتالي فان وضع هؤلاء في مفاصل مهمة امر غير صحيح لان هؤلاء سيعملون بكل تاكيد على اعادة رسم الدوائر والمربعات كما يتمنون لا كما تريد القيادة والشعب العراقي اضف الى ذلك الى ان فكر البعث ومعالمه لا زالت غضة طرية وبالتالي فان التصاق هؤلاء بالبعث وبثوابت المؤسسة العسكرية البعثية لا زالت قوية ولم تغادر مخيلتهم فكرة اعادة البعث وفكره وقوانينه خاصة وان فقدان البعث رافقه فقدان لكثير من الامتيازات والحقوق المغتصبة وبالتالي فان وضعهم في سلم القيادة لا يمنع من استمرار الضغينة والحقد على الارث والملك المسلوب. ان المنطق يحتم على اي تجربة ان تنهض بابنائها لا ان تنهض ببقايا الانظمة السابقة وايتامها لان هؤلاء لن يقدموا ما يخدم هذه التجربة بقدر ما يخدم مخططاتهم ومصالحهم ولن يستقيموا على الطريقة حتى لو اعطيتهم كل ما يريدون وبالتالي فان تواجدهم عوامل قوة للاطراف المعادية للتجربة وعوامل ضعف وانكسار وتهديم للتجربة نفسها حتى لو تعلل القائمين على هذا الامر باي علل وحجج ومؤكد ان قادة البلد في العراق سيتحججون بحجج كثيرة منها ان هؤلاء الضباط يملكون الخبرة والدراية وانهم ليس جزءا من صدام وان من حقهم خدمة العراق وان من حقهم العيش بكرامة وان اعادتهم جزء من المصالحة الوطنية ونحن نقول نعم من حقهم ان يعيشوا بكرامة ومن خلال الرواتب التقاعدية المجزية وان يتركوا المجال للمضحين والمجاهدين ومن ابناء المقابر الجماعية وممن لم تثبت عليه اي شائبة او مشاركة في صولات وجولات القائد الضرورة ضد الشعب العراقي. ان ما جرى على العراقيين خلال السنوات الماضية والتي اعقبت سقوط نظام البعث الصدامي من ماسي وجرائم قامت بها العصابات الاجرامية وبتواطؤ واضح مع ضباط وقادة ونواب قد الغى كافة المبررات التي نادى بها المالكي وعامر الخزاعي والتي تمثلت بالمصالحة الوطنية والاستفادة من الخبرات وحق الحياة لان كل هذه المبررات قد جرت الويلات والدمار على ابناء الشعب العراقي. ان حادثة سجني التاجي وابي غريب قد ازاحت الاقنعة وكشفت المستور واثبتت حتمية احالة جميع ضباط النظام السابق الى التقاعد ومنعهم من تبوء اي منصب مهم والاستفادة من خبرات ابناء المجاهدين والمضحي وابناء المقابر الجماعية لان هؤلاء اذا كانت تنقصهم الخبرة فلا تنقصهم الحمية والغيرة والرجولة والخوف على العراق وعلى شعب العراق وعلى تجربة العراق. ان تجربة العراق الديمقراطية لن ينهض بها ايتام النظام السابق بل ينهض بها ابناء العراق الغيارى من المجاهدين والمضحين وكفانا تبويسا للحى وعلينا ان نسمي الاشياء باسمائها بعد ان تجاوز الخطر المدى.