ليلة التاسع عشر |
يعيش الناس مع الصور المتألقة كما لو كانت كواكب لاتنطفئ ولاتخبو بمرور الزمن .وحين تغيب فإنها تظهر من مسافات بعيدة لكن وهجها يزداد ويقترب حتى ليكاد يمتلك العيون فلاتعود ترى غير ماينبعث من نور منها. هكذا هو علي بن ابي طالب {ع} الذي ودع الحياة بضربة من مارق .مااراد بها إلا ليهدم من صرح الدين أركانه التي يعتمد عليها في قيامه وشخوصه ليكون قبلة للمتعبدين الوالهين الطامحين الراغبين برضا الله. ليس من المعقول ان يكون عبد الرحمن بن ملجم الخارجي المارق عن الدين والساعي في الغلو والمرض النفسي الحاد بمستوى من القدرة ليبعد عليا عن دائرة التأثير في نفوس وعقول المؤمنين وتوهم كما توهم من كان قبله من الذين أرادوا منع النبي المصطفى من نشر الدعوة والذين جاءوا من بعده من الذين أرادوا بإحرق خيام الحسين ان يطفئوا الجذوة التي ستتقد فيما بعد في نفوس المؤمنين والمحبين لهذا الرجل العظيم.. توهموا جميعا انهم في محل القدرة على طمس المعالم الراسخة التي ظهرت بعد رحيل العظماء الجسدي عن الدنيا الفانية حيث تحلق أرواحهم المطهرة في كل المديات وعلى مسافة الكون وتقوم الملائكة بالنيابة عنهم في ترسيخ مفاهيم ورؤى وتصورات قيمية تدفع الناس الى التأسي بهم وبحكمتهم وبروحهم المعبرة عن رغبة صادقة في الطاعة والتوجه الى الله العظيم دون مخاتلة او خداع أو اطماع دنيوية تافهة لاتليق بمثلهم. إستطاع بن ملجم اللعين ان يحدث جرحا في رأس الإمام علي وبفعل السم إنتقل الى جوار ربه في مدى يومين لكن الفناء الجسدي الذي طالما تحدث به علي في خطبه العديدة ليس كافيا لكي تخبو الشعلة ولان العطاء لله فغن عليا إزداد توجها بينما خبأ بن ملجم وأسياده من حكام جائرين وطلاب دنيا فانية. علي يعيش بيننا وفينا وتتحد روحه بنا في كل السكنات والحركات ويدلنا على الطريق ويعلمنا السبيل الى مرضاة الله.السلام عليك أيها الرائع الكبير أيها الاب الجليل والامام الناصح.
|