أحزاب وطنية أم أقطاعيات سياسية ؟

 

 

 

 

 

 

الاحزاب وجدت لتكون منظمات مدنية وليس حكومة وبرلمان ومدراء مجالس محافظات >> 

لو عرضنا مشاكل الحياة العراقية على اختلاف أنواعها على العقل لاقرّ بأن كل ما يمرّ بة العراق هو من صنع الاحزاب جميعها دون أستثناء - العراق بحاجة الى حكومة مدنية وطنية تؤمن بمفهوم المواطنة وتعمل خارج مربع الحزب واستحقاقاتة , أما تشكيل حكومة وبرلمان من مجموعة أحزاب متقاطعة مع بعضها ومتخاصمة ووصلت الى حد التراشق الاعلامي الى أن تقود العراق الذي تحيطة اضطرابات سياسية في الدول المجاورة وشحن طائفي تكون هذة الحكومة المتحزبة والبرلمان المتحزب عاجز عن تقديم أي عمل أيجابي لان الخليط الغير المتجانس فكرياً وغيرمتحد في الرؤى لايمكن أن يوفر فهم حقيقي لما يدور سياسياً وحل لجميع المشاكل التي وضعت بطريق العراق _ الازمة التي تعصف بالعراق منذ أعوام وما زالت والتي قدمت للعراق فقراً فوق فقرة وعجز مهني وتصحر بالاخلاق وأقتراب مستمر من الوقوع في صراعات مسلحة بين أتباع ومريدي تلك الاحزاب هي من نتاج خلطة حزبية غير متجانسة صُنع منها البرلمان والحكومة _ ومن سلبيات الاحزاب وتعملقها في الحياة الاجتماعية وتدخلها بكل مفردات حياة الشعب فبدأنا لانتخيل أي عمل دون وجود حزب لجانبة , وهناك ملازمة بين الامن وشخصية حزبية سياسية وبين الخدمات وأسم معين وهكذا كل عمل مقترن بأسم . وكان ينبغي أن يتوفر الامن والخدمات وتحسن الاقتصاد بأسم الحكومة العراقية دون التنوية الى أسماء وأحزاب الوزراء ! وعلى الجانب الديني وجود أعداد من الاحزاب لابد لها من أتباع فقامت بدعوة ( المتجردون للة ) بسلب الولاآت من الحوزة العلمية فقد تمكنت من تقسيم المجتمع العراقي الى أقطاعيات حزبية متصارعة سياسياً وأجتماعياً وأعلامياً وأبعدت أجيال كانوا قبل بضعة عقود منقادين وملتفين حول الحوزة العلمية والان تمّ تمرير مياههم من تحت قناطر الحوزة لمحاصرتها والقضاء عليها مضمونا ومن داخل الوعي الجماهيري الشيعي وتعد خيانة لمبادئ التشيع وتجاوز على مبتنياتة وتعدي على مكانة الحوزة العلمية في العقيدة الاسلامية الشيعية . من المفيد أن نتذكر بان مرجعية الامام محسن الحكيم رضوان اللة تعالى علية كانت من أقوى المرجعيات وأكثرها أنتشاراً وقدرة على تحريك المجتمع والسبب رغم المكانة العلمية الكبيرة التي تتمتع بها مقام مرجعية الامام الحكيم - رض - الا أن لعدم وجود عنصر التحزب في المجتمع العراقي آنذاك ساهم في توحيد المجتمع وهو أساس كل أستقرار سياسي وأجتماعي حول مرجعية واحدة . أما الان كيانات حزبية تتحكم بالحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية تتصارع هنا وتتفق هناك والامن والاستقرار الاقتصادي والخدمات ضاعت بين تقاذف المسؤوليات وتكديسها حول الاخر . ومرة اخرى العراق بحاجة الى مجموعة وزراء ينتمون الى عملهم وياخذون الاوامر من رئيسهم المهني وليس من زعيم حزبهم الذي هو خارج العملية السياسية لكنة يملك جزءاً منها من خلال وزرائه يحركهم متى شاء فهو ينطق ويتعامل سياسياً من خلالهم وما وجود الوزراء الا كوجود الحارس على ملاك معين ! لان صاحب القرار الحقيقي ليس رئيس الوزراء ولا الوزير بل صاحب الحزب وهكذا الحال في البرلمان --- العراق في حرب مع الارهاب وحرب مع توفر فرص العمل وحرب مع كل جزئيات الحياة فلايمكن تخيل حكومة وبرلمان صُنع من تناقضات حزبية أن ينتصر في تلك الجبهات ؟