دور البعثيين من الدعوة إلى الوحدة إلى التحالف السلفي من أجل التقسيم

 

 

 

 

نظرية البعث الافلقية كانت ولا زالت تقوم على الفكرة الانقلابية و الحربائية المتقلبة يمينا و يسارا ، علمانيا و سلفيا ، نقشينديا و سبنديا !!..
و ضمن هذا المضمار فقد كان تاريخ البعثيين العراقيين حافلا بانقلابات منها الدموية ومنها ما أطلقت عليها تسمية" البيضاء " والتي سرعان ما أصبحت حمراء و مشبعة و طافحة بدماء عشرات ألاف من الخصوم السياسيين و المعارضين ..
ولا جديد في هذا الأمر .
فهل من ثمة استغراب في ذلك ؟! ..
لا قطعا ...
إذا ما عرفنا بأن تاريخ البعثيين العراقيين ـــ إلى جانب كونه دمويا ـــ كان قائما على التلون و الحربائية و التنكر للمبادئ في مراحل معينة و حسب متطلبات مصالحهم ، آنذاك سندرك بأنه ليس من مبدأ ثابت أو عقيدة راسخة عند البعثيين العراقيين ، ناهيك عن سلوكيتهم الملتوية و القائمة على روحية الغدر و التآمر و اقتناص الفرص السانحة لتوجيه ضربتهم القاصمة في اللحظة المناسبة ..
حرصنا هنا على التحديد ، و ركزنا على دور البعثيين العراقيين فقط على صعيد عدم المبدئية و النتشبع بالروح الانقلابية و التقلبية ، لكونهم تميزوا بذلك دوما ، عبر تاريخهم الدموي ، بالمقارنة مع البعثيين العرب الآخرين الذين ــ على الرغم من عقيدتهم البعثية الشمولية و الفاشية بقوا مخلصين لمبادئهم إلى حد ما ـــ بات لبعضهم موافقفهم الرافضة *للمد السلفي ـــ الطائفي ـــ التفتيتي ـــ التمزيقي المهدد ليس للتضامن العربي الشكلي فحسب ، و إنما لكيان كل بلد عربي على حدة ..
فها هم البعثيون العراقيون ، و بكل تجمعاتهم المختلفة وضباطهم من جماعة التصنيع العسكري " العباقرة " في تفخيخ السيارات الملغومة و أجهزة مخابراتهم ، و فضائياتهم المتعددة ومواقفهم المتوحدة ، و يدا بيد مع القوى التكفيرية و السلفية و النقشبندية ،ينون توجيه ضربتهم الأخيرة، لهدم ما تبقى من كيان العراق الموحد ، من خلال خوض حرب إبادة أهلية ضارية بالمتفجرات و على نطاق واسع : حرب إبادة جماعية منظمة و متواصلة و يومية تكاد أن تكون من طرف واحد فقط . بينما من المستحيل أن تبقى حرب أهلية ضارية و شنيعة تُخاض من طرف واحد فقط و إلى الأبد !..
في محاولة فاضحة و مستميتة و عنيدة لجر أو استدراج الشيعة العراقيين لخوض مثل هذه الحرب القذرة ..