خمسون مليار دولار ذهبت سدى |
خمسون مليار دولار ذهبت سدى . عندما سئل الوزير الكهربائي (عفتان) في البرلمان عن سبب تدهور قطاع الكهرباء , اجاب : بان ثمة معوقات كثيرة تعتري هذا الملف , وعلى راسها الدعم المالي . بينما رد عليه (شيروان الوائلي) عضو النزاهة البرلمانية :وزارة الكهرباء صرفت منذ عام الفين واربعة , خمسين مليون دولار , متهما لجنة الطاقة بخداع الراي العام . وللتذكير فان وزراء الكهرباء الذين سبقوا (عفتان) في ادارة الوزراة هم (هاربين) خارج البلاد , ومتهمين بقضايا فساد وهدر المال العام . يبدو ان (عفتان) الذي قيل انه اشترى المنصب بصفقة سياسية ومالية , لايختلف كثيرا عن ممن سبقوه , والدليل انه حينما قدموا وزراء القائمة العراقية استقالاتهم على خلفية قضية اعتقال حمايات زميله وزير المالية القيادي في العراقية رافع العيساوي , كان من بين الممتنعين عن تقديم الاستقالة , لانه وبحسب ما ذكر , قد كلفه شراء المنصب اموالا طائلة , اما هو فقد سوغ ذلك بالحرص على الشعب ومصالحه , وكأن الوزراة استطاعت ان تغرق البلاد بالكهرباء , وتخشى ضياعها بعد استقالة (عفتان) , او لتحقيق انجاز اكبر , يتمثل بتصدير فائض الطاقة , كما ادعى نائب رئيس الوزراء الطاقوي (الشهرستاني) , الذي ترك زميله (العفتاني) وحيدا يتيما في جلسة تضييف البرلمان فيما امتنع هو والقادة الامنيون من حضور الجلسة , ضاربين البرلمان ومن فيه عرض الحائط . وقد شهدت جلسة الضيافة البرلمانية عراكا بالالسن لم يصل والحمد لله الى التراشق (بالقنادر) بين اعضاء في حزب الدعوة الاسلامية الذي يراسه رئيس الوزراء (المالكي) وكتلة مستقلون التي يراسها مدعي تصدير الكهرباء (الشهرستاني) , وذلك بسبب امتعاض مستقلون من تصريحات المالكي الاخيرة التي اتهم فيها العقلية التي تدير ملف الطاقة (بالغباء) في اشارة الى نائبه عالم الذرة(الشهرستاني) . هذه كلها تفاهات امام الخمسين مليار دولار , فيا هيئة النزاهة نسالك ان كنت نزيهة , يامن من المفترض ان تتصدين للسراق وبالوعات المال العام , اين هذا المبلغ ومن سرقه ؟ واذا كنت غير قادرة على الاجابة , فانت خائنة لانك متواطئة مع المفسد او جبانة لانك تخافين المافيات . الطبقة السياسة اليوم ليست صاحبة ايادي امينة على مال الشعب , بل وسرقت الشعب , ورمته في اتون الفقر والبؤس والحرمان , ليس لانها بلا ذمة او ضمير فقط , وانما هناك من يحضها على سرقة ونهب المال العام بكل شراهة , واقناعها على ان العالم اليوم هو عالم الاموال , فالخالي من المال خاضع خانع لايقوى على فعل شئ , وعلى الطارئ ان يسرق ثم يسرق ثم يسرق كي لايتلاشى ولايفنى ولايزول , كما فعل حزب البعث سابقا عندما قبض على مقدرات البلد وانتزع خيراته ونفائسه واودعها في بنوك الدول الاكثر امنا , ليوظفها فيما بعد لمخططات العودة واثبات الوجود . حينما تنعدم الرقابة ويغيب العقاب , يصبح الجميع متشابهين , والسلام على الخمسين مليار دولار. |