وبلبول هذا مدرب سباحة يهودي عراقي، كان يعلم الصبيان فاذا ماتخرجت دورة من الدورات، نزل معهم الى الماء وصاح باعلى صوته: بلي يبلبول، فيرد المتدربون وراءه بلي، يولاد بلبول، بلي وهكذا، وفي عام 1933 وفي عهد الملك غازي بالتحديد، كان الفنان حافظ الدروبي على رأس الوفد المشارك في مهرجان الكشافة العالمي الذي اقيم في المانيا قبل الحرب العالمية الثانية، وعقد المهرجان برعاية الزعيم النازي هتلر، وكان على كل وفد ان يردد النشيد الوطني الخاص ببلاده، ولم يكن للعراق نشيد وطني، فاحرج الوفد كثيرا، وتدارك الدروبي الموقف وصاح باعلى صوته عند الاقتراب من منصة الزعيم الالماني:( بلي يبلبول، فردد الفريق بعده، بلي، ماشفت العصفور، بلي، ينكر بالطاسه، بلي، حليب براسه)، وردد الجمهور الذي ملأ الملعب بلي باعلى صوت، فرد هتلر التحية على الوفد ومضى الامر بسلامة، من هذا المنبر اقترح على الشعب العراقي ان ينتظم بصفوف ويطوف على المنطقة الخضراء وهو يردد للمالكي: (بلي يبلبول، بلي ، ماشفت الارهاب بلي، سوانه عطاب بلي، نايم بالخضراء بلي، ماتدري بالصار، بلي، حركونه بالنار، بلي) وهكذا لعله ينتبه بعض الشيء ولايكتفي بتغيير قادة الفرق ومدراء الاستخبارات. بودي ان يعلم المالكي انه فشل في قيادة البلد، وعليه ان يحسبها بشكل مضبوط، اكثر من مليوني شهيد وجريح لم يعط العراق مثلها على طول مراحل حروبه المتعددة، بنية تحتية مدمرة ، فساد مالي واداري في وزارات مهمة مثل الداخلية والدفاع، والمنجز الامني الذي كان يتبجح انه حققه نراه قد تسرب من بين اصابعه، وعادت المليشيات تقتل والكواتم تعمل والقاعدة تضرب اين تريد، في حين ان السيطرات مازالت متمسكة بالجهاز سيىء الصيت الذي يستخدم للبحث عن الكرات في لعبة الكولف، الا تعتقد ان هذه الدماء ستشكل عبءا مستقبليا عليك وعلى حزب الدعوة الذي هرول في بداية التغيير كل من هب ودب لينتمي اليه، والبعض منهم خلع الزيتوني، اما البعض الآخر يادولة الرئيس فكثير منهم خرج من الامن العامة ومن ابي غريب بعد عقد صفقة، وهي ان يعمل مرشدا لامن صدام، واظنك لاتعلم بهذا، فقط مراجعة لحساباتهم في المصارف ستثبت لك انهم قوم يبحثون عن صيد ثمين، وماهي الا لحظات بعد انتهاء ولايتك، حتى تراهم في مقرات المجلس الاعلى او التيار الصدري، واذا لم يتوفر البديل ربما عادوا يبحثون عن عزة الدوري او القاعدة، لقد اضعت كثيرا من الوقت بكلام غير مجد، كنت فيه تتظلم من الرعية والسياسيين، ولم ارك تخطو خطوة واحدة باتجاه بناء شخصية الدولة، او اثبات قدرتها على المبادرة، قلت ان الكهرباء في مراحلها الاخيرة وهي فعلا في مراحلها الاخيرة لانها ستموت، فالعراق سيدفع المليارات الى ايران من اجل الغاز، ولا اظنك ستصدّر منها شيئا، لان كلفتها لاتسمح لاحد ان يشتريها منك، اما فرص العمل فهي لخالتي وبنت خالتي و نحن المساكين حتى من يمتلك مؤهلا فهو الى البطالة والفقر والفاقة، ماذا اعدد، وماذا اقول وانت نائم لكني متأكد انك ستبكي اخيرا، وتبكي ملكا مضاعا لم تحافظ عليه ولم تكن في يوم ما من رجالاته، لقد دخلت المفخخات الى الازقة والحواري بعد ان كانت مقتصرة على المناطق العامة، وانا اجزم انها ستدخل الى البيوت ، وسنغني معا امام منصة التحية : بلي يبلبول بلي، تاليها شتكول بلي، وضعنا معقول؟ وانت تقول بلي وترد التحية وتشكو من الوزراء والكتل السياسية التي تعمل ضد ارادة العراق التي هي ارادتك. |