كلنا يبحث عن حل, اليس كذلك؟! شخصيا اواجه من الكثير من انصاف المفكرين والعلماء والفلاسفة, في الكيه, العمل الشارع المقهى المطعم طابور الصمون وغيرها. بل حتى انا انظّر ايضا, واطرح رؤى فيما يجري من حولي, انها طبيعتنا البشرية بحكم ان الانسان كائن اجتماعي مفكر لا يمكنه ان يعيش بدون الآخر, هذا الاخر الذي يجب ان يتقبله كما هو, رغم ان طمعنا غالبا ما ينصبّ على ان نقطف كل شيء جاهز, نعم اننا نبحث عن الاقل جهدا والاكثر نفعا, لكن هناك من يريد الامور بلا جهد بالمرة, وهؤلاء الفلاسفة والعلماء الذين ذكرتهم هم فلاسفة قول وكلام فارغ في الهواء, والحقيقة اننا نقول اكثر مما نفعل ونفكر, اننا نحاول دوما ان نجد من يفكر لنا بالنيابة, فهذا اكثر ما يسعد (كسلنا الفكري). لذلك يقول برتراند راسل: "معظم النّاس يفضّلون الموت على التّفكير ... وفي الحقيقة فإنّ هذا ما يفعلونه".
لفت انتباهي احد الاصدقاء الى مفارقة مهمة, وهي, ان بعد مرحلة اختراع التلفاز ودخوله منافس للراديو الاثيري, بات الانسان اكثر كسلا واقل تخيلا وتفكيرا, لأنه يشاهد ويرى كل شيء بالمرئي والمسموع بينما في المسموع فقط يتحرك الخيال اكثر و تشكل موضوعة الاستماع التي تذاع من خلاله مادة خام تحتاج للتأمل والربط والتخيل, وهو ما يؤدي بالنتيجة الى تنمية الفكر والخيال لدى المستمع, وبعكسه يكون هناك تضاؤل للقوى الفكرية الفردية من خلال الاعتياد على نتائج جاهزة لا ترسخ بحكم سهولة وشمولية استقطابها قياسا بما يجعلك تفكر فيه لتستنتج وتحلل وتقيم, فهو باق في الذاكرة لمدى اطول واوسع.
اننا بحاجة الى الاعتماد على ما يثريه فكرنا من التفاتات وتساؤلات, هنالك الكثير من الافكار التي ننعم بها اليوم كانت عائمة برأس احدهم, وفجأة خطرت لها فوظّفها واحسن استعمالها بما ينفع دون ان يتركها تطير كما العديد من افكارنا اليوم, والتي نثرثر فيها دونما نشعر ان خلفها ما يخلق تغييرا ما, فكرة ما, شريطة ان نحسن التعامل مه هذا الصيد المهم ونتعامل معه بجدية. يجب ان نذكر اخيرا بأن للتفكير والتأمل والتخيل هي من تفصل بين الانسان وغيره من المخلوقات, ففينا ما يصنع المعجزات حيث يخبرنا الله تعالى بذلك: "وفي انفسكم افلا تبصرون". وقطعا ان هذا سبق قول هنري فورد: "التّفكير من أكثر الأعمال صعوبة ... ولذلك فإنّ القليلين يقومون به" .
|