سياسات المالكي التخبطية وضعت الشيعة العراقيين في وضع حرج جدا

 

 

 

 

 

 

يتعرض الشيعة العراقيون هذه الأيام لحملات تطهير و إبادة مذهبية منظمة وواسعة و متواصلة غير مسبوقة ، والتي أخذت تتجسد يوما بعد يوم بكثرة و تزايد العمليات الإرهابية المكثفة التي تستهدف يوما بعد يوم أحياءهم السكنية و أسواقهم المكتظة و أماكن عبادتهم و " مساطر " بحثهم عن العمل ، في إعلان صريح و سافر عن خوض حرب أهلية ضارية من طرف واحد ..
ولكن الأخطر من ذلك هو انهيار الأجهزة الأمنية وفشلها و عجزها في مواجهة هذه الحملات التطهيرية ، أو
حصرها في نطاق ضيق على الأقل ..
و حيث خرجت الأمور من تحت السيطرة تماما ..
بل و أسوأ من كل ذلك هو : تمكن القوى الإرهابية و البعثية المتحالفة معها من أخذ المبادرة و عامل المباغتة و المداهمة ، " في غزوات " إرهابية شرسة و متتالية و متكررة ، وذات خطة و دقة مضبوطتين ، تجعل الأجهزة الأمنية وقوات حفظ الأمن و النظام في إرباك و عجز دائمين بسبب افتقارها للاحترافية وروح المهنية المخلصة ، بل وفي دوامة و حيرة من أمرها ، بسبب كثرة الضربات و الهجمات المتنفذة بنجاح وفلاح !!، في عدة أمكنة و مدن ومحافظات في آن واحد ، مع إلحاق خسائر كبيرة و ضخمة في الأرواح و الممتلكات ..
و إذا كانت كل هذه الأمور قد باتت معروفة وواضحة المعالم و التفاصيل للقراء الكرام ، فإن الأمر الذي ــ ربما ــ لم ينتبه إليه بعض القراء الأفاضل ، هو الوضع الحرج و الخطير الذي يمر به الشيعة العراقيون حاليا ، و حيث تحولوا إلى أهداف مفتوحة و سهلة ومباشرة أمام هذه الحملات التطهيرية الضارية ، و بدون أية حماية أو وقاية أو غطاء بعدما خذلهم قادتهم الإسلاميون ، و تركوهم فريسة مكشوفة و خائرة أمام هذه الذئاب المسعورة و الهائجة من سفاحي القاعدة و البعثيين ..
و كل ذلك ، ربما ما كان ليحدث لولا سياسات المالكي التخبطية و القائمة على اللعب على سياسة " الملفات " و الابتزازات والمناورات المكشوفة والمضحكة و جعل المجرم الفاسد بريئا و البريء مجرما بين ليلة و ضحاها !! ، و التهاون الواضح طويلا مع القوى الإرهابية و عرابيها وحواضنها المعروفة ، و المساومة معها على طول الخط ، كل ذلك من أجل التشبث بكرسي السلطة ، والتي استغلها خصومه من أزلام النظام السابق و القوى المناوئة الأخرى خير استغلال ، من خلال التسرب و التسلل و الاندساس إلى مواقع أمنية حساسة و هدم بنيتها و أركانها الهشة أصلا ، و تركها متزعزعة و رخوة ، ومفتقدة لروح كفاحية ومهنية ومسلكية ، قد تصلح لأي شيء ما عدا أن تكون قوات أمنية ، يمكن التعويل عليها في أوقات صعبة و حرجة ، مثلما الآن ..
فالشيعة العراقيون البسطاء و الغلابة هم الآن في وضع تاريخي حرج فعلا : إذ إنهم يتعرضون لحملات تطهير مذهبية واسعة النطاق و القسوة ، على شكل حرب أهلية تُخاض من طرف واحد فقط من ، ولكنهم في الوقت نفسه يفتقدون إلى الحماية المطلوبة ، ولا يمتلكون أسباب ووسائل الدفاع عن النفس إزاء مهاجميهم العازمين و المصممين على ارتكاب أنذل و أحقر و أقذر الجرائم وضاعة و إثارة للغثيان ..
و حتى مليشياتهم المجعحعة ضجيجا ، تبدو خرافا و أرانب مذعورة أمام القوى التكفيرية و الإرهابية و البعثية المتحالفة ، ولكنها تظهر كأسد رهيب أثناء ضرب معسكرات اللاجئين و مداهمة المقاهي و النوادي الاجتماعية و محلات بيع الكهول وقتل المسيحيين و الأيزديين في أماكن عملهم لكونهم يبيعون الكحول ؟ !!..
فثمة فصل جديد من مذابح و مجازر جديدة تنتظر الشيعة العراقيين الغلابة ، دون أن يظهر في الأفق مَن يستطيع حمايتهم أو الدفاع عنهم ، بسبب أنانية و جشع ولا أبالية ممن يدعون قيادتهم و تمثليهم حاليا من زعماء أحزاب الإسلام السياسي الشيعي المنهمكين بالغرف من عسل السلطة و من دبس الدولارات بنهم بلا حدود ، في أكبر خيانة و غدر تاريخيين لأبناء جلدتهم و لباقي الأقليات أيضا !..
فتلك هي محنة الشيعة العراقيين الراهنة و وقتهم المحرج و الخطير ، الذي يتفرج عليهم العالم بعدم اكتراث وهم يتساقطون صرعى الموت و الهلاك المجانيين ..