بيان وزارة الداخلية تضييع للحقائق واستخفاف بعقول العراقيين |
العراق تايمز ــ كتب اياد السماوي: في الوقت الذي يتطلّع فيه العراقيون لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الانهيار الأمني وعجز الأجهزة الأمنية في التصدي للهجمة الإرهابية البربرية على العاصمة بغداد وباقي المدن العراقية الآمنة , والوقوف على تفاصيل فضيحة سجن أبو غريب وهروب المئات من عتاة مجرمي القاعدة , وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة خصوصا بعد المعلومات التي نشرت عن قيام جهاز المخابرات الوطني العراقي بإعلام كافة الأجهزة الأمنية والاستخبارية بتفاصيل دقيقة عن الهجوم على سجني التاجي وأبو غريب , وتحديد ساعة الصفر , والوقوف على الأسباب الحقيقية التي منعت هذه الأجهزة من القيام بواجبها واتخاذ اللازم , تطل علينا وزارة الداخلية في هذا الوقت العصيب ببيان لكشف الحقائق أمام المواطنين , حيث تضمنّ البيان أربع حقائق قالت الوزارة إنه يجب إطلاع المواطنين عليها , وسأنقل لكم حرفيا نص هذه الحقائق الأربعة كما وردت في البيان المذكور . (( .اولا- ان البلاد في مواجهة حرب معلنة تشنها قوى طائفية دموية تستهدف إغراق البلاد في الفوضى وإعادة إنتاج الحرب الأهلية التي تجاوزها العراقيون بتضحياتهم ووعيهم، ما يستدعي تضامناً كاملاً بين الأجهزة الأمنية والحكومية والمؤسسات الاجتماعية والدينية والسياسية لمواجهة هذه الحرب الشعواء التي تأخذ طابع الإبادة الجماعية.ثانيا- ان ضخامة وسعة الاعتداءات الإرهابية تكشف عن اختراق كبير لجماعات الإرهاب للنسيج الاجتماعي ووجود حواضن بشرية ودعم تتلقاه هذه العصابات على خلفيات طائفية وسياسية، الأمر الذي يستدعي تعبئة شاملة لجهود المواطنين مع الأجهزة الأمنية، كون الأمن بالمفهوم المعاصر هو حصيلة تضامن وطني فعّال ومشاركة بين المجتمع والأجهزة الحكومية المعنية.ثالثا - دعوة وسائل الإعلام الى تحمل مسؤولياتها الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية بالكف عن الترويج الإعلامي للإرهاب بدون قصد.رابعا- ان منهج الإرهاب يعتمد على ستراتيجية تفكيك الدول بالفوضى والدمار في المجتمعات لإسقاط مفاهيم الدولة المعاصرة للعودة الى ما يسمونه دولة الخلافة والإمارات الدينية، ما يستدعي الحذر والوعي لهذا المخطط والتماسك والتعاون مع السلطات المختصة )) . وبدورنا نتوجه للقائم بأعمال الوزارة ونستحلفه بالله أين هي هذه الحقائق التي أردتم إطلاع المواطنين عليها ؟ وأين هي أسباب الخلل في هذا العجز الفاضح للأجهزة الأمنية في التصدي لهذه الهجمة البربرية التي تنفذها عصابات القاعدة المجرمة ؟ أليس من الواجب إطلاع المواطنين على حقيقة أجهزتنا الأمنية المتهرئة ؟ لماذا هذا الاستخفاف بعقول الناس ؟ وإلى متى ستستمر الوزارة بهذه التبريرات التافهة والسخيفة ؟ إنّ هذا البيان هو تضييع للحقائق وطمسها واستخفاف بعقول الناس وآلامهم , وإذا كانت الوزارة حريصة فعلا على إطلاع المواطنين بالحقائق فعليها أن تكشف لهم أسباب تقاعس الوزارة والأجهزة الأمنية الأخرى عن اتخاذ اللازم في كارثة سجن أبو غريب , والاعتراف بالخطأ القاتل المتعلق في بناء هذه الوزارة وباقي الأجهزة الأمنية الأخرى التي بنيت على مبدأ المحاصصات الطائفية , وما أدّى إليه هذا الخطأ من اختراقات أمنية في هيكل هذه الوزارة وباقي المؤسسات الأمنية الأخرى , واطلاع الناس على جريمة ضباط الدمج التي تعجّ بهم الوزارة وباقي المؤسسات الأمنية , هذه الجريمة التي وضعت ملف الأمن الخطير بيد أناس لا يحملون حتى شهادة المتوسطة وغير مؤهلين لهذه المواقع الحسّاسة . إنّ بيان وزارة الداخلية هو صدمة للمواطنين واستخفافا فاضحا بعقولهم , وإن هذا البيان الذي جاء لكشف الحقائق , جاء خاليا من كل حقيقة , وليعلم الذين أصدروا هذا البيان البائس أنّ الساذج ليس الشعب العراقي , بل الوزارة الخائبة التي أصدرت هذا البيان الخائب . |