عملية أبو غريب تؤكد نظرية فوللر في توزيع الإرهاب لضرب الشيعة بالسنة.. الحلقة الاولى |
العراق تايمز ــ كتب صائب خليل: عملية أبو غريب الإرهابية رغم تميزها الواضح في مدى الخطورة التي تمثلها بالنسبة لمستقبل العراق الأمني، فإنها ليست سوى حلقة أخرى من حلقات العمليات الإرهابية النوعية المتزايدة(1) التي تثير التساؤلات العديدة غير المجابة عن اختراق الإرهاب لأجهزة السلطة وخاصة الأمنية منها، وتدعونا بقوة إلى إعادة النظر فيما اعتدناه من تفسيرات للإرهاب. فإضافة إلى ما عرفناه من تنسيق مثير للدهشة على أعلى المستويات من أجل تحقيق تلك العملية الخارقة، التي كان واضحاً تعاون أجهزة في أعلى قمة هرم السلطة الأمنية العراقية لنقل السجناء إلى المكان المناسب وإقامة حفل إفطار لهم وحصولهم على الموبايلات والأسلحة وعملية النقل العظيمة لحوالي الف سجين إرهابي خطير وتدبير اختفاء معظمهم بنجاح، ليست بالأمر الهين على الإطلاق، وتعجز حتى الدول العظمى أحياناً عن إنجازه ضد الحكومات المعادية لها. لذلك لا يجب أن نستغرب إن رأى البعض أن الحكومة متواطئة في العملية، رغم رفضها الشديد للفكرة.(2) فالمسألة تعتمد على تحديد معنى "الحكومة"، فهل هي المالكي وحده أم تشمل القيادات الأدنى أيضاً؟ وفي الحالة الثانية فأن اعتبار اجزاء كبيرة من الحكومة متواطئة مع الإرهاب ، خاصة في الجانب الأمني، أمر مفروغ منه. دعونا ننتبه إلى بعض النقاط الصغيرة، ولكن ذات الدلالة الكبيرة، التي جاءت في بعض القصص. ومع التحفظ عن دقة مصادر تلك القصص، إلا أننا نستطيع أن نصدق أن تلك التفاصيل ليست بعيدة في كل الأحوال عن الواقع الذي حدث من خلال حجم الجريمة وتنظيمها. وأريد هنا أن أركز على تفصيلين في إحدى القصص التي وردت عن الحادث عن لسان أحد الضباط الذين عايشوا الحدث على ذمة الكاتب قحطان المالكي. (3) التفصيل الأول ملاحظة الضابط "شعرنا ان هناك تشويش حتى على اتصالتنا"! فمن يستطيع أن يشوش على اتصالات الجهات الأمنية، وما الذي يتطلبه ذلك، وتلك الجهات مجهزة بأجهزة اتصالات أمريكية حديثة؟ التشويش يتطلب ليس فقط معرفة الذبذبة التي تبث عليها تلك الأجهزة، والتي تتغير بشكل مستمر وسري ومتعدد القنوات والذبذبات الإحتياطية، وإنما أيضاً تفاصيل أخرى عن الأجهزة ونوعية التحميل وطاقتها، ويتطلب أجهزة تشويش ذات طاقة أكبر من أجهزة الإتصالات نفسها. ولو كان التشويش على أجهزة بث الجيوش عملية سهلة لضاعت كل الجيوش في كل المعارك! كما أن نصب وتشغيل جهاز تشويش بالقوة الكافية لأداء عمله، يفضح مكانه بسهولة تامة، فمن أين حصل الإرهابيون على كل تلك المعلومات ومن اين حصلوا على جهاز التشويش، وأين وضعوه بحيث لا تتمكن القوات الأمنية من متابعته والوصول إليه من ملاحقة قوة إشارته اللاسلكية؟ هل يرسل بطريقة يعلم أصحابها أنها تضلل أجهزة الملاحقة؟ أم من مكان لا يسمح للقوات الأمنية بدخوله؟ النقطة الأخرى من التفاصيل التي ذكرها الضابط هي التأخر الشديد في وصول الإمدادات، وتوقيته ليحدث بعد انتهاء العملية. في البداية قالت القيادة أن جميع القوات التي تحركت للنجدة تمت مشاغلتها بكمائن على الطريق! هذا يعني أننا أمام جيش وليس عصابة قاعدة، ومن قام به يستطيع ليس فقط إدارة مثل هذا الهجوم الكبير، وإنما أيضاً تجهيز القوات اللازمة لمشاغلة النجدات، إضافة إلى معرفة مصادرها والطريق الذي سوف تسلكه، بل وكل الطرق التي يمكن أن تسلكها تلك القوات ووضع الكمائن في جميع تلك الطرق!! ولنفترض أن "القاعدة" لها تلك القدرة العجيبة، فلماذا لم يتم إرسال قوات محمولة جواً بالسمتيات المدرعة إلى السجن؟ لماذا لم تتم محاصرة المنطقة بالسمتيات المدرعة؟ ألم تملأ ا لحكومة الدنيا بأخبار استلامها للمروحيات الأمريكية لمحاربة الإرهاب؟ لم يحدث شيء من هذا، فحسب الضابط المذكور، فأن أول طائرة سمتية هبطت في باحة السجن جاءت بعد اربعة ساعات ونصف على بدء العملية! يذكرنا هذا بالعملية الإرهابية على كنيسة سيدة النجاة (4)، والتي لم تخترقها قوات "سوات" التي كانت تأتمر بتوجيهات قوات أمريكية تحلق في الجو فوق الكنيسة، إلا بعد ساعات طويلة من إطلاق النار فيها، ونحن نعلم جميعاً أن القوات الأمنية تقوم باختراق عمليات الإحتجاز فور سماع أول إطلاقة فيها لإنقاذ من يمكن إنقاذه من الرهائن. في الحالتين يبدو واضحاً جداً أن قيادة القوات الأمنية قامت بتأخير التدخل لإعطاء القوات الإرهابية الوقت اللازم لإتمام عمليتها حتى النهاية. وفي سيدة النجاة جرت أمور غريبة جداً لم تطرح في الإعلام على حد علمي سوى من قبلي. أنظر: (5) (6) (7) (8). فتظاهر الإرهابيون بتفجير أنفسهم قبل الإقتحام، لتقوم تلك القوات بتهريبهم مع إخراج الضحايا من الكنيسة بمسرحية غريبة لم تنطل على أحد. ونبه كاتب هذه السطور إلى إعلامي هو فراس الحمداني، قام بتزوير وقائع العملية لتبدو أكثر "إسلامية" وأكثر وحشية مما هي فادعى كذباً وبعكس شهادة الناجين من الكنيسة، أن القساوسة ذبحوا بالسيوف، ولم تسأل أية جهة أمنية أو حكومية ذلك الكاتب عن مصدر قصته الكاذبة والهادفة بوضوح لتقوية الأثر الإرهابي للعملية وتركيز رسالتها، رغم مناداتي المتكررة بذلك، بل رشح هذا الكاتب لمنصب نقيب الصحفيين (!) ومازال طليقاً يكتب عن الشرف الصحفي والصدق والأخلاق! وكشفت الإنقلابات السياسية في مصر عن حقائق جديدة عن علاقة الأمن المصري بأحداث مماثلة في الكنائس القبطية لإثارة الفتنة الطائفية في مصر، وعن احتمال علاقة هذا الأمن بحادثة كنيسة سيدة النجاة في العراق، وكتبت منبها عن الموضوع، لكن تلك المقالة كغيرها، فشلت في تحريك أية أمواج مشككة بالتفسير الطائفي للإرهاب، الذي ظل هو المفضل للإعلام ولمتلقيه على السواء. (9) (10) ويذكرنا صمود التفسير الطائفي للإرهاب بوجه الحقائق المناقضة والبقاء على ترديده في كل مكان، بصمود أجهزة كشف المتفجرات في العراق، رغم الفضائح العظيمة التي جابهتها، وبقاء استعمالها في العراق(11) (12). وقد كتبت عن تلك الفضيحة أكثر من مرة وكتب غيري، ولكن تم تمييعها من أعلى قمة في السلطة وتحويلها في أحسن الأحوال إلى عملية فساد في أسعار شراء الأجهزة أو أن ألأجهزة "لم تكن تعمل بشكل صحيح دائماً" والحقيقة المرعبة التي نجح هذا الإرهاب الذي يخترق السلطة إلى أعلى قمة فيها، هي أنه "لا توجد هناك أجهزة"!! هناك علبة تنك وقضيب معدني وحاوية بلاستيكية وبعض العملاء لجهة ما، ومئات المغفلين وألاف الضحايا. من أجل فهم براءة الطائفية من معظم العمليات الإرهابية الكبرى، نلاحظ أن كنيسة النجاة ليس لها علاقة بالطائفية، وكان الغرض منها الإساءة إلى الإسلام بشكل عام، وتخويف المسيحييين دفعاً لهم إلى الهجرة. وأما أجهزة كشف المتفجرات، وهي عملية إرهابية بامتياز، لأنها ساندت كل العمليات الإرهابية في العراق ومنذ بداية الإحتلال وحتى اليوم ومازالت مستمرة في ذلك، فلا يمكن لأي دعي أن يشير لأية علاقة لها بالطائفية، فجميع المتورطين فيها ، أو على الأقل جميع الرؤوس، هم من المسؤولين من طائفة رئيس الحكومة ومن المقربين إليه من تلك الطائفة حسب علمي، وليس من طائفة خصومه! ومن المؤكد أن اية جهة خارج المنظومة الأمنية الحكومية، مثل الطائفية (السنية)، لا تستطيع إنجاز عمل جبار مثل هجوم أبو غريب، فمعظم الجهات التي لابد أن تكون قد تعاونت مع الإرهاب لإنجاز تلك العملية، هي من سلطات أمنية أكثرها من الشيعة أو مختلطة ولا يمكن تأمين تعاونها وتخطيطها المنسق من جميع أطرافها. فالمطلوب في هذه الحالة شبكة واسعة في قمة أمن الدولة، تتكون كلها من إرهابيين من طائفة واحدة، لا تشوبها أية شائبة ولا يحس بتآمرها أي شخص خارج تنظيمها. وأن تستطيع تلك الشبكة الوصول ليس فقط إلى كل المعلومات السرية اللازمة للعملية وإنما أيضاً تأمين كل أسباب نجاحها ومحاصرة الجهات الأمنية المخلصة بعيداً عن ساحة المعركة، كل ذلك دون كشفه من قبل الطائفة الأخرى والمخلصين في الأجهزة الأمنية من الطائفتين، وهم ليسوا قلة كما برهنت الأحداث السابقة! فهل توجد في الدولة مثل هذه الجهة المغلقة لصالح الإرهابيون السنة مثلاً والتي ليس فيها أي شيعة (أو سنة خارج الإرهاب)، لتنفيذ مثل تلك العملية؟ هوامش (1) الامم المتحدة تعلن مقتل اكثر من الف عراقي الشهر المنصرم واصابة اكثر من الفين HYPERLINK "http://iraqicp.com/index.php/2013-03-22-11-04-13/2013-03-22-11-08-32/505-2013-06-01-09-09-30"http://iraqicp.com/index.php/2013-03-22-11-04-13/2013-03-22-11-08-32/505-2013-06-01-09-09-30
(2) رفض علي الموسوي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، تصريحات أدلى بها أحمد الجربا، رئيس الائتلاف السوري المعارض، عبر فيها عن شكوك حول تواطؤ حكومة المالكي في هروب المئات من عناصر «القاعدة» من سجنين قرب بغداد الأسبوع الماضي ووصولهم إلى سوريا. الحكومة العراقية ترفض تصريحات للجربا عن «تواطئها» في هروب سجناء «القاعدة» إلى سوريا, (3) "شعرنا ان هناك تشويش حتى على اتصالتنا واصبحنا في موقف صعب جداً شعرت في حينها اننا لافي مازق كبير وفي فخ مميت." القصة الكاملة لهروب السجناء من سجن أبوغريب
(4) لقد كان الهجوم على كنيسة سيدة النجاة عملية إرهابية فاشلة ومفضوحة بكل المقاييس وقدمت لمن يريد علامات دالة ثمينة على الإرهاب، لكن إن لم يكن هناك من يستغل ذلك، فليس هناك مجال للحديث عن فشل الإرهاب. كانت هناك ثروة من الأدلة تفند الرواية الرسمية للإعلام – بأنها حقد إسلامي ضد المسيحيين – وتشير إلى الطريق إلى الوصول إلى من كان وراءها. فلا المجرمون كانوا إسلاميين، ولا كان همهم إطلاق سراح اقباط ولا كانوا يهدفون إلى قتل أكبر عدد من المسيحيين ولم يفجر أحد منهم نفسه والرواية الأقرب للتفسير، والوحيدة بالنسبة لي، هي أنهم خرجوا مع الضحايا بعد أن اقتحمت القوات الأمنية الكنيسة، وأن هناك ضمن قوى الأمن، وعلى الأغلب في قيادتها العليا من هم متآمرون معهم، وهدف الجميع تحقيق أكبر كم ممكن من إرعاب للمسيحيين بهدف دفعهم إلى الخروج من العراق وتثبيت صورة المسلمين كوحوش هائجة تريد قتل كل من ليس مسلم، ومثل هذه الصورة يستفيد منها جهة واحدة فقط: إسرائيل والأجندة الأمريكية التابعة لها. لقد كان الشهيد فرج رحو يؤكد ذلك ويصر على أن الأمريكان وراء محاولة إخلاء العراق من المسيحيين، فدفع حياته ثمناً لذلك. (5) صائب خليل: عام على واقعة الكنيسة وما تزال الأسئلة...
(6) صائب خليل : مجزرة "سيدة النجاة": نقاط مريبة HYPERLINK "http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=20785" http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=20785 وهو بلا شك دليل قاطع آخر على خطل التحليلات المذعنة للضغط الإعلامي والخوف، وأن لا الإسلام ولا الطائفية ولا حتى "العرب" مسؤولين عن ذلك العنف الجنوني الخرافي، بل أجهزة أمن تتعاون مع المحور الإسرائيلي – الأمريكي وتأتمر بأمره إلى أبعد الحدود، فهل ستعود الإنتلجنسيا ويعود المثقفون العراقيون إلى إهمال الحقائق التي تقف صريحة أمام عيونهم، ويركزون على ما هو مسموح لهم به: البحث والتنقيب عن أصل العنف في التاريخ العربي والنصوص الإسلامية؟ أم ستكون هذه النقطة نقطة التحول التي تعلن نهاية هذه القصة الدموية المخجلة؟ صائب خليل : وهاهي حقيقة إرهاب تفجير الكنائس ومن يقف ورائها تتكشف! (11) إن قصة صمود "الأجهزة" المزيفة لكشف المتفجرات في العراق، قصة عجيبة تستحق مقالة منفصلة، لكننا نشير هنا فقط إليها بشكل عابر. فرغم إدانة القضاء البريطاني، بائع الأجهزة الوهمية لكشف المتفجرات، فأن هذه الأجهزة لا تزال تستخدم في نقاط التفتيش بالعراق. ويقول الخبر الخاص بالموضوع: أدانت هيئة محلفين، أول من أمس، رجل الأعمال البريطاني جيم ماكورمك، (57 عاما)، بثلاث تهم احتيال؛ لبيعه آلافا من هذه الأجهزة المزيفة إلى العراق والسعودية ومصر ودول أخرى. وبعد إدانته، قد يحكم على ماكورمك بعقوبة تصل إلى 8 سنوات سجنا الشهر المقبل. ويعتقد أن ماكورمك جنى أكثر من 76 مليون دولار من بيع هذه الأجهزة الوهمية إلى العراق وحده. إلا أن خبراء قالوا إن هذه الأجهزة التي بيع الواحد منها بنحو 41 ألف دولار، «لا أساس لها في العلم» وكانت «غير فعالة تماما كأجهزة كشف». ووصف مفوض الشرطة، نايجل روك، الذي كان يتحدث للصحافيين أمام المحكمة في لندن، ماكورمك بأنه «محتال»، وشدد على أن «الجهاز استعمل ولا يزال يستعمل في نقاط التفتيش»، مضيفا: «الذين يستعملون الجهاز يظنون أنه يعمل. إنه لا يعمل». العراق يستخدم أجهزة وهمية لكشف المتفجرات HYPERLINK "http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34121-2013-04-26-07-48-19.html"http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34121-2013-04-26-07-48-19.html
(12) صدور خمسة أوامر بالقاء القبض على مديري الشركات المجهزة والمدان البريطاني بملف السونار HYPERLINK "http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34950-2013-05-13-17-43-51.html"http://iraqicp.com/2010-11-22-05-28-38/34950-2013-05-13-17-43-51.html |