مع غياب تام لكوميديا المسلسلات المصرية في رمضان الحالي , نتيجة لانشغال الوسط الاعلامي المصري المحترف بهموم شعبه , وتصديه الرائع لمؤسسة الحكومة التي قرر الشعب واعلامه الوطني بأن هذه المؤسسة أخلت بالتزاماتها الاخلاقية , لتنفيذ متطلبات جماهيرها خلال سنة حكمها , وليس خلال عقد من الزمن , تظهر كوميديا المسؤول العراقي نائبا برلمانيا او وزيرا برمائيا وبأستمرار وتواصل , مستخدما كل انواع الفنون المباحة وغيرها , شتم لم يتسنى لاجهزة الرقابة استئصاله من النص , وارتجال ساذج خارج النص , وفي ذروة العرض ولشد الانتباه , تكون معالم التعري مصحوب بكهكهة دون خجل او مواراة مشاعر وتقاليد , وخطابات ببدلات لا تحمي مالكيها من تكشف عوراتهم الواحد للآخر , امام جمهور منقسم بين فاقد شهوته تجاه الحكام , برغم مشاهد الاغراء المثيرة , وآخر يسبح في خيالاته مرددا ان الله عز وجل وحده القدير على تغيير مايشاء !, (( لايغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) , ذلكم هو الله العلي القدير , وثالث يعتقد انه غير معني بالعرض او الطول , ومع تكرار المشاهد , التي يطل علينا فيها الممثلون الفاشلون حاملون اوراق عريهم وتشكيكهم البعض بالآخر في اطول عرض مسرحي لتبادل الاتهامات والتلويح والتشهير, والتطبيل بمشاهد درامايتيكية عن الشعب واموال وحقوق الشعب , يعيش الشعب بين خدعة الممثل ومنطق خاطيء ( انصر اخاك ظالما او مظلوما ) , ولا اعلم لماذا لاينصر نفسه الشعب وهو المظلوم الاكبر والدائم في هذا العالم , ان كوميديا ملفات النزاهة التي كثيرا ماي لوح فيها الممثلون توحي لك في المشاهد الاولى , وكأنك لن ترى مسؤولا عراقيا جالس في مكتبه بعد العرض , وان ام غريب وابي غريب قبل وبعد الهروب , غير قادرين على استيعابهم   , وبمناسبة يوم الهروب الوطني , ارى مناسبا ان نجعله تاريخا تقويميا , بصفته حدث جلل يضاف الى حدث تصدير الكهرباء وغياب المام الرئيس عن الدوام الرسمي الى اشعار آخر , وسرقة الملابس الداخلية للأسلحة الاوكرانية المسجلة ضد مجهول , وتصريح الحجي عن عدم معرفته بساعات انقطاع الكهرباء , وليلة القبض على ربع العدس , وميزانية النواب التجميلية , لن ينتهي العرض جمهورنا العزيز مادمتم مصرون البقاء في قاعته , ولن تنزل الستارة ابدا مادام صوت نياحكم يطرب آذان الممثلين , غريب امرنا وامرهم , هم ممثلون فاشلون ونحن جمهور صابرون , فما هم راحلون وما نحن لهم تاركون , ان ملفاتكم التي بوزن مؤخراتكم مكانها الحقيقي دوائر التحقيق وليس قاعات العروض , ذات مرة وخارج احدى دور العرض , سألت احد المشاهدين عن ابطال العرض , اجابني بالطول , ثلاثة منهم لصوص برغم آثار السجود في جباههم وطول مسبحتهم عن الالف وواحد , والرابع يستهوي السمسرة والتزوير والكذب , والاستماع الى اغاني حمدية وصالح ,  ثم استدرك معتذرا عن سمة الكذب وقال هي سمة عامة لجميع ممثلينا ولا يمكن تخصيصها بممثل دون الاخرين  , والبطلة صديقي ؟ اجاب متعودة دايما" , اي المشاهد اعجبتك بالعرض ؟ عناق الابطال المتنازعين خلف الستارة وبكاء الشعب .