لا تستغربوا اخي القاريء وعزيزتي القارئة ( خذو بالكم ترة اني ما افرق بين ا لجنسين ) من كثرة بكائي وانيني على العراق وفقراءه...فمنذ الصغر ..ابتليت بحب العراق وعشق اهل العراق ...ولا اكذب عليكم اذا اخبرتكم انه قد سنحت لي فرص كثيرة وعديدة لمغادرة العراق والتمتع بمباهج الحياة وترفها في الغرب والشرق كما فعل جميع رفاقي وزملائي ومعارفي واقربائي ولكني لم افعل ... كنت مقتنع واردد دائما ومع نفسي ((( بلادي وان جارت علي عزيزة ... وقومي وان شحوا علي كرام ))) ... واليوم و في كل يوم أتألم وابكي على ما اصاب الوطن الغالي وانا ارى بام عيني وأسمع باذني اخبار القتل والخطف والتدمير والتهجير القسري والفتن الطائفية والقومية وما يحدث من مهازل ومصائب في بلادي ... أحزن واتالم على وطن عرفته وطن المحبة والقيم والاخلاق والتي فقدناها اليوم ...والسبب الثاني .....ولا اكتمكم سرا ...اليوم انصح كل من اراه من الشباب .. بالهجرة الى الخارج ليعيش حياة انسانية كريمة امنة مطمأنة ... فالانسان العراقي الذي عرفته كان مسالم محب للخير والوطن وغير عنيف اومتعصب ومحب للاخرين ويحترم المجتمع الاجنبي الذي يعيش فية...ولهذا أنصح من يتمكن بالهجرة لكي يضمن مستقبل اطفاله ...بلا خوف او رعب ... وربما يأتي يوم ويعودوا للعراق لاعادة اعماره .. لان العراقيين العائدين من المهجر بعد الاحتلال خربوا البوصلة وفقدوا وضيعوا اصالتهم الحقيقية ...فخربوه بدلا من أعماره .. ففي بداية الحكم الوطني كان من اسس وبنى العراق المدني والدستوري المستقل والحديث هم عراقيون عادوا لوطنهم مع المرحوم الملك فيصل الاول ..وكانو وطنين ومخلصين ...رحمهم الله اجمعين .. ومن لايصدق كلامي وما أ قول ليراجع ويقرأ تاريخ الوزارات العراقية للمرحوم عبد الرزاق الحسني وارشيف محاضر اجتماعات مجلسي الاعيان والنواب في العهد الملكي ( الذي دام حكمه 37 سنة فقط ) وركزوا على سلوكية واخلاق الوزراء والنواب والاعيان ( بناة اول نظام مدني عراقي من جيل البناءين الاوائل من الاباء والاجداد ) ومقارنتها بين سلوكية الوزراء والنواب في النظام الديمقراطي الحالي ( من جيل الهدامين والمخربين من الابناء والاحفاد ) ...فستجدون المقارنة مفزعة...والمصيبة الادهى ان الجيل الحالي لايقرأ ولا يكتب..ويتصور انه يعلم و بكل علم عليم ... ما يدفعني للمقارنة بين الجيلين ...جيل الاجداد وجيل الاحفاد ...هو لفت نظر القاريء الى دور صدق المسؤول الحكومي مع الشعب ...جيل الساسة الحالي من الابناء والاحفاد يفتقر الى الصدق والامانة ...فهم يكذبون في كل شيء ... في القول وفي الموقف وفي الوعود ..فليس غريبا ان تسمع هتافات المتظاهرين وهم يصفون المسؤول بالكذاب ..و تستمع الى اغاني شعبية ..وهي تتغنى بالكذب ...وأن سألت أي مواطن في الشارع ...ما رأيك بتصريح االمسؤول الفلاني بصدد أية قضية مطروحة مثل الكهرباء او الميزانية اومشروع معين ...مباشرة سيجيبك ...لاتصدق بهم ...انهم يكذبون ..من هنا من يريد من المسؤولين أستعادة الثقة بينه وبين المواطن عليه أن يكون صادقا ...ولكن هذه الصفة للاسف اصبحت مفقودة ونادرة .. كلنا نتذكر كيف علمنا اهلنا ان حبل الكذب قصير وكيف كشفت فضيحة اجهزة كشف المتفجرات (السونار) وكانت السبب في فضح مئات الفضائح تتعلق بالكهرباء والتجارة والصحة والاسلحة والبنك المركزي والى ما لانهاية من اكاذيب الفساد...فلم يعد خافيا على المواطن ..كذبة تجر كذبة .. وكشف فضيحة للتستر وللتغطية على فضيحة أخرى سبق كشفها وبالتالي نجد فضيحة تفضح فضيحة اخرى ..الى درجة اصبح المواطن على قناعة تامة بوجود ميثاق بين كل السياسيين ..هذا السياسي يتستر على فساد ذاك السياسي ..ومتى تكلم هذا تنفتح قريحة ذاك ...وبمحصلة الحاصل يبقى عامة الشعب وفقراءه هم الضحية .. واخيرا وليس اخرا ...كلكم سمع بالحملة الوطنية لالغاء رواتب تقاعد الوزراء والنواب والدرجات الخاصة بعد ان ازكمت رائحة الفساد وهدر المال العام الانوف ...وبعد ان تصاعدت مطالبة جماهير المواطنين ...نجد أول من بادر وشجع الحملة هو رئيس الوزراء ( احسن ما تكله كش يا استاذ ؟؟ اكسر رجليهه مثل ما يكول أهلنا )...و تابع من وراءه نواب دولة القانون وبعد ان تصاعدت الحملة بادر السيد عمار الحكيم لتأييدها ..وبعدها لحق به وبارك حملة التأييد السيد القائد وتيار الاحرار ( الصدري ) ولحقتهم كتلة العراقية وفي مقدمتهم الدكتور ولم يعارض الحملة سوى نواب التحالف الكردستاني فقط ...وا ليوم كلهم يتراكضون ويزايدون بالتنازل عن رواتبهم التقاعدية شفويا (با لتصريحت فقط ) ...ويفترضون ان المواطن العراقي غبي وسيصدقهم ...ونسوا الوصف المأثور عندنا ( العراقي يقره الممحي ) اليس من الاصول المتعارف عليها ..ان تقوم الحكومة بتقديم مشروع قانون لمجلس النواب لالغاء الرواتب التقاعدية ويصوت عليه النواب بدلا من التصريحات على الفضائيات ؟؟؟...وعندها يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود ...من ضده ومن مع القانون ؟؟؟ولكن للاسف كلهم غير صادقين وبكلمة ادق ...انتو تعرفوها .. وهنا لابد لي من التاكيد ...ما دامت الحملة الوطنية لالغاء رواتب التقاعد للوزراء والنواب والدرجات الخا صة مستمرة بنجاح ... فان محاولات اجهاضها وافشالها أيضا ستتزايد ..اولا من قبل الحكومة والوزراء ووكلاءهم والمدراء العامين ومستشاريها والذين يعدون بالمئات ...والنواب وأعضاء المجالس المحلية والذين يعدون با لالاف ( السابقون وا لحاليون والذين على طريق الانتخابات القادمة ينتظرون ) ...فقانون الغاء الرواتب التقاعدية لن يسن ابدا ولن يرى النور ( الا بانقلاب عسكري وهذا من سابع المستحيلات كما تعلمون ).. بربكم هل يقبل رب العالمين وممثليه على الارض من المراجع والهيئات الدينية ورجال الدين ... او هل من العدل والانصاف الانساني ...يكون تقاعد موظف يقضي زهرة شبابه وعمره في الخدمة لحكومية ولمدة 35 سنة وراتبه التقاعدي 300 الف دينار شهريا ...وراتب تقاعد احد النواب داوم بالمجلس 6 اشهر ...ويقبض بالشهر اربعين مليون دينار ؟؟؟ ( كما يشاع وترضية له كي يستقيل من منصبه )والمصيبة هو من انصار ودعاة الاسلام السياسي ؟؟؟ فيا كا دحي العراق وفقراءه ويا مساكينه الجياع ( مشو بوزكم ...الجماعة ما تتنازل الكم عن امتيازاتها ) ولاتصدقوا الكذأبين وتصريحاتهم ... وأبقوا عايشين على الفتات ...والكم الله .. وانتظروا الفرج من صاحب الفرج.. اللهم أحفظ العراق و أهله ....أينما حلوا او ارتحلوا
|