مصفحة السيد حاكم الزاملي

 

حاكم الزاملي عضو البرلمان العراقي عن قائمة الاحرار ( التيار الصدري) وعضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية، وفي لقاء اجرته معه الاعلامية شيماء المياحي ضمن حلقات برنامجها الرمضاني مسؤل صايم، اطلعنا على امرين متناقضين، ليس احدهما مع الاخر، انما مع واقع الحال
فهو لا زال يعيش في مدينة الصدر في نفس القطاع وفي نفس البيت، لكنه كما قال يملك سيارة مصفحة.
لكن ماهي السيارة المصفحة وما هي قيمتها؟
السيارة المصفحة هي نوع من السيارات يتم اعادة بنائها وتصنيعها باستبدال جسمها بصفيح مدرع وزجاجها بزجاج صلد يضمن قدرتها على صد وتحمل رشقات الرصاص وشضايا القنابل وحتى بعض انواع القذائف. هذه السيارات تصنع فقط للشخصيات بالغة الاهمية، مثل الملوك والرؤساء واغنى اثرياء العالم وتكلف مبالغ هائلة قد تتعدى مليون دولار.
بالطبع حياة النواب والوزراء والدرجات الخاصة في ظل عملية الافساد السياسية، اصبحت لا تختلف كثيرا عن حياة الملوك والامراء واغنى اثرياء العالم. لا نعتقد بان السيد الزاملي قد اشترى مصفحته هذه من حر ماله، مع انه بالطبع قادر على شراء اكثر من سيارة نظرا للمبالغ الفلكية التي يتقاضها هو او الذين يسمون انفسهم نوابا للشعب، مع انهم تجسيد لمثل عراقي مشهور يقول، اسمك بالحصاد ومنجلك مكسور، بل انهم لا يملكون حتى المنجل المكسور، لكن والحق يقال يملكون لسانا مكسورا فلا ينطق بجملة مرتبة صحيحة وضميرا اعوجا لا يراعي لا الله ولا عباده في النهب.
وحتى لا نظلم السيد الزاملي نقول ان منصبة كعضو في لجنة الامن والدفاع البرلمانية آهلهه امتلاك مثل هذه السيارة الفلكية!! وهذا يعني بانه ليس الوحيد الذي يحوزعلى سيارة مصفحة، انما جميع اعضاء هذه اللجنة، فمهمتهم خطرة جدا، فهم يغامرون بحياتهم وذلك بمطاردة الارهابين لغوا وهذرا بتصريحات فارغة او يخاطرون بالتفرج على مشاهد الموت من خلال شاشات الفضائيات غير العراقية ، فعاجل الفضائيات العراقية خبز بائت، لوضع نظريات يهرب منها الارهابيون فزعا ورعبا!!
السيد الزاملي الذي يتباهى بانه لا زال يعيش في مدينة الصدر وانه قريب من سكانها، لم ينتبه الى التناقض المعيب بين سيارته المصفحة وبين سكن ملايين الناس في بيوت مثل بيوت الارانب، وتجاهل انه على مقربة من بيته يقع حي الصفيح{ التنك}، الذي لا بد انه قد حل يوما ضيفا على احد سكانه ايام الفگر، لكن من المستحيل ان يزوره الان بسيارته المصفحة وحراسته المدججة بسياراتهم رباعية الدفع، اذ زيارة واحد من هذا الاسطول المسلح يعني سقوط السقوف على رؤوس اصحابها.
ومع انه يملك سيارة مضادة للرصاص، الا ان حمايته تبلغ اكثر من 30 حارس شخصي. وهذا يعني ان النواب مراتب ومناصب وكل يقبض حسب لجنته، ولا نقول حسب عمله، فجميعهم من اكبر راس فاسد فيهم الى اصغر راس منهم، عاطلون عن العمل، اللهم الا من ما يشغلون وقت فراغهم فيه، بضعة مشادات كلامية لا تتطور لحد الضرب مع الاسف، لكي يحللوا خبزتهم ويجعلوا الشعب يضحك عليهم تعويضا عن الاموال التي يستولون عليها ليظهروا على مسرح السياسة كممثلين فاشلين.
كما يبدو لا وجود لشروط او مؤهلات يتبعها مجلس النواب في تنسيب اعضائه الى لجانه المختلفة، لكن ما ورد في التصريح الثاني للسيد الزاملي يجعله لا يليق اطلاقا بهيئة الامن والدفاع المنسب اليها ولا بحيازة سيارة مصفحة تكون تحت تصرفه ثم توهب له كاكرامية لنهاية الخدمة فيما بعد كون لا احد من النواب الجدد يحبذ الجلوس في سيارة مصحفة استخدمها برلماني قبله.
السيد الزاملي في معرض نفيه للاشاعات التي وصفته بانه كان مجرد نائب ضابط، قال بانه خريج الكلية العسكرية-القوة الجوية-فرع الرادار، اما لماذا اختار هذا الصنف الفني من القوة الجوية، يجيب السيد الزاملي بصراحة يشكر عليها، بانه اراد ان يتفادى الموت في جبهات الحرب فالتجأ الى هذا الفرع الفني لينجو بنفسه!!
لو ان السيد الزاملي رفض الحرب العدوانية العبثية وهرب منها مثل الاف غيره، فلا تثريب عليه، فموقفه يكون عندها موقفا مبدئيا يستند على قناعات قد تكون مقبولة للبعض ومرفوضة للبعض الاخر لكنها تحتمل النقاش، لكن ان يفكر بانانية مفرطة بنفسه فقط، وينسى مئات الاف الجنود الذين قتلوا في الجبهات الامامية، ويختبأ في الجبهات الخلفية في قسم آمن كل همه منصب على نفسه، فان ذلك يعني بانه غير مؤهل اطلاقا لعضوية لجنة الامن والدفاع اذ ان اول خصال منتسبيها يجب ان تكون شجاعة مواجهة الموت.