عرضت قناة العراقية الفضائية قبل اسبوع تقريبا لقاءا تلفزيونيا مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي جمعه بعدد من المحللين السياسيين والاقتصاديين، تناول فيه المالكي خلال اجوبته عن اسئلة الضيوف عدد من القضايا التي يعيشها الواقع العراقي ابتدءاً بالوضع السياسي والمشهد الامني وصولا الى واقع الخدمات المقدمة للمواطن العراقي من خلال وزارات الحكومة العراقية واجهزتها المختلفة.
وبعيدا عن كل الاراء التي طرحها دولة رئيس الوزراء وايضا الاراء التي كتبت بعد اللقاء من كتاب ومحللين مختلفي التوجهات والرؤى فانني اود ان اركز في حديثي عن قضية واحدة تناولها المالكي في حديثه وهي مسألة اداء وزارة الكهرباء ووعودها بمعالجة وانهاء أزمة الكهرباء في البلد.
واود ان اقدم ما تحدث به رئيس الوزراء كنموذج لطبيعة اداء وادارة الوزارات والمؤسسات الحكومية وكيفية أشراف ومتابعة رئاسة الوزراء لهذه الادارة وتحديد مسارات اداءها.
السيد المالكي قال انه تعاقد على انشاء محطات لانتاج الطاقة الكهربائية وبعد أكمال تلك المحطات تم ابلاغه ان وقود هذه المحطات هو "الغاز" والعراق اليوم ليس لديه الكمية الكافية من انتاج الغاز لتشغيل هذه المحطات وبالتالي سيتم تشغيلها على وقود بديل ويقصد بالوقود البديل هو "النفط الاسود" والمشكلة بتشغيل المحطات بالوقود البديل هو ان كفاءة المحطة ستقل بما مقداره الـ40% أي ان كانت المحطة تنتج 100 ميكا واط سيكون انتاجها 60 ميكا واط فقط.
المصيبة المبكية التي من الصعوبة الضحك فيها ان دولة رئيس الوزراء تساءل في اللقاء لماذا لم يخبروني قبل توقيع العقد بان ليس لدينا غاز؟؟؟
هل يعقل ان تصل طبيعة ادارة الدولة العراقية لهذا المستوى في العمل والاداء ؟ ايعقل ان حكومة تتعاقد على شراء محطات بمليارات الدولارات لمعالجة أكبر وأهم مشكلة يعاني منها المواطن العراقي دون اعداد لدراسات جدوى متكاملة ووفق خطط زمنية واضحة؟
ثم يا دولة رئيس الوزراء اليس لديك جيش من المستشارين الذين يعيشون وسط قائمة طويلة من الامتيازات؟
الم يخبرك احد هؤلاء المستشارين بانكم سائرون بالطريق الخطأ وان هذه العقود غير صحيحة ولن تعالج لنا من المشكلة شيء؟ ام ان الفساد اسكت السنتهم او انهم في الاصل غير جديرين بالجلوس على الكراسي التي اجلستهم عليها ولا يفقهوا شيئا فيما يستشارون به؟
بعدها فجر لنا رئيس الوزراء قنبلة جديدة ومن العيار الثقيل عندما قال ان وزارة الكهرباء تقدم له احصائيات غير صحيحة عن واقع تجهيز الكهرباء وانها ابلغته بتجهيز بعض المحافظات ما مقداره 22 ساعة وانه اكتشف مؤخرا ن هذه الاحصائيات غير صحيحة وان وزارة الكهرباء تكذب عليه ..... هل يمكن ان نصدق ان رئيس وزراء يخرج لشعبه ليخبره ان وزراءه وكوادر الوزارات يكذبون عليه ويخدعونه؟ ثم انك علمت ان هنالك معلومات غير صحيحة وغير دقيقة تصلك ما هي الاجراءات وما هي قراراتك الحاسمة التي اتخذتها .... بالتأكيد انك أقمت الدنيا ولم تعقدها وجعلت وزارة الكهرباء نهارها ليل وليلها نهار لانهم مارسوا الكذب والخداع بحقك ... نعم يا دولة رئيس الوزراء تكلم لنا وأخبرنا عما فعلت ....
قال المالكي انه اخبر وزير الكهرباء انه وزارته فاشلة ....... هذا فقط يا وزير الكهرباء وزارتك فاشلة ... فاشلة فاشلة ولكن هل الفشل يقتصر على وزارة الكهرباء فقط ام انه يشمل مؤسسات اكبر واوسع منها.