برلمان اخر زمان

 

العراق يتعرض في هذا الظرف الحرج والعصيب , الى كارثة دموية تتمثل بالموت المجاني كل يوم , من السيارات المفخفخة والمتفجرات , جراء انهيار الوضع الامني , وسيطرت العصابات الارهابية والاجرامية على الشارع العراقي , وتتزاحم المشاكل والازمات من كل جانب , والحكومة رفعت ايديها استسلاما وانهزاما , واصابها الموت السريري , ولم تعد قادرة على حماية الشعب , ولا معالجة ازماته ومشاكله . وتركت البلاد يغوص الى الاعماق الى الهاوية السحيقة . لذا من الضروري جدا في هذه الايام العصيبة والملحة , تتطلب وجود البرلمان مفتوح , للمساهمة في اطفاء النيران المشتعلة , ومجابهة التحديات بروح الحرص والواجب والمسؤولية الوطنية , في المساعدة في الخروج الآمن من الازمات الساخنة , ووجودة في اكمال القوانين والتشريعات والقرارات الحاسمة والملحة , التي تتطلب الحسم والاقرار من البرلمان , دون ابطاء وتماهل في الشؤون التي تمس حياة الشعب والوطن . لكن برلماننا العتيد , الذي عودنا على الاهمال والتقاعس والاخفاق والعجز , في حل القضايا الساخنة والملحة , عودنا ان يترك البلاد لتتفاقم المشاكل والازمات , وعودنا ان يترك مهامه ومسؤوليته تجاه الشعب , من اجل ملذاته الذاتية , وهذه المرة لم تختلف عن المرات السابقة , بتعطيل عمل البرلمان ولجانه لمدة ثلاثة اسابيع , من اجل ان يتمتع بعطلة شهر رمضان والعيد المبارك , واستغلالها لسفر وسياحة والترفيه والاستجمام , وترك الشعب يغوص بالعاصفة الهوجاء والمدمرة . ان تعطيل البرلمان في هذه الظروف الحرجة , تمثل خلال كبير في الروح الوطنية , وفقدان المسؤولية تجاه الشعب والوطن . ان مهام البرلمان في جلسته الاخيرة اختصرت على استلام الرواتب , واصدار كلمات على عجل تدين الاعمال الارهابية فقط . في حين نراه يتفق باسرع من البرق على مضاعفة ميزانيته المالية بمقدار 141 مليار دينار , وبذلك يسجل بادرة سيئة ومشينة ومعيبة , في اهدار اموال الدولة , دون وخز ضمير ووجدان , وتمثل انتكاسة كبيرة وانحراف جدي لمهامه مسؤولياته , وحصر وظيفة وعمل البرلمان في البحث , عن امتيازات اضافية , وتخصيص اراضي في ارقى المناطق , , اضافة الى السلف المالية ومنح المجانية , وشراء العقارات باسعار زهيدة , اضافة الى عمليات اللغف والشفط والسحت الحرام هذه الروحية والمزاجية التي تعود عليها البرلمان , ولهذا ليس من الغرابة والعجب , ان يتحدث بتبختر وكبرياء زائف النائب علي الشلاه , صاحب الزي الزيتوني , الذي تحول باسرع من البرق من بوق بعثي ذليل , الى خاتم في يد المالكي . ولا نستغرب ذلك , لان مدرسة البعث فائقة وبارعة في تغيير الجلود والالوان والشخصية , حسب المناخ ومصالح الذاتية , وليس غريبا ان يصرف ابنه الصغير 4 مليون دينار على فاتورة التليفون , لان النائب علي الشلاه , يتناسى ويتعامى , بان الاطفال الفقراء يتركون مدارسهم , في سبيل اعالة عوائلهم , وبعضهم يفتش عن خبزه اليومي في مقالع الازبال والقمامة . لان هذا النائب المتلون الذي غير جلده من بعثي ذميم الى حزب الدعوة الاسلامي , لم يعر اهمية الى صراخ الثكالى والارامل والايتام والفقراء , لانه تربى وتثقف على ثقافة البعث المناهضة للشعوب.