بين الولاء والإنتماء... والأصالة والنفاق

 

 

 

 

 

 

أيها الناس أنتبهوا لمعاني هذه القصّة . .

ففيها من العبر مايمكن أن نتعلّم منه ونستفيد .

فالأصالة صفة لايمكن إطلاقها إلّا على صاحب الإنتماء والوفاء والولاء المُطلق ، وإلّا لن تكون ذات معنى وتطبيق .

ففي نيجيريا (بلد الأذكياء) ، يُحكى ان عائله ريفيه تمتلك كلب حراسه شرس (أعزكم الله) ، كانوا قد إئتمنوه على أرواحهم وأملاكهم ، ولأسباب طبيعية نَفَقَ هذا الكلب ، وأصبحوا يبحثون عن بديل أشرس لحراستهم ، لأنهم مطمع دائم للسرّاق واللصوص ، فوجدوا كلب أشرس من صاحبهم الذي مات ، ومدرب عند عائله اُخرى بعيده عنهم في بيئة مختلفة ، فاشتروه .

وفعلا كان شرساً ومدرباً تدريباً عالياً في الحراسة والحماية ، فتعود عليهم وإطمأنوا له وادخلوه الخدمة .

وفي أحد الأيام أصبح الصباح وإذا بالبيت قد سُرق عن بكرة أبيه (كما يقول المثل) ،  ولم يسمعوا نباح كلبهم المدرّب أطلاقاً ، فتعجبوا وتيقنوا انه قُتل في هذا الهجوم .

لكن تفاجئ الجميع عندما سمعوا نباحه بعد ان جاءت الشرطة وإزدحم المكان .

وكان أول ما سألهم المحقق  الذكي . . .

- هل كلبكم مدرب على الحراسة ؟

- فأجابوا : بالتأكيد نعم .

- هل كلبكم أصيل الولاء والإنتماء لكم ؟

- فأجابوه : أنهم إشتروه من العائلة الفلانية التي ربّته وأكرمته وأطعمته ، و ، و .

ويعتقدون ان كلب بهذه المواصفات  ومن هذه العائلة الكريمة لايمكن أن يكون إلّا أصيل .

فإستدعى المحقق العائلة التي كان الكلب لديها قبل أن يشتريه الآخرون ، وأودعهم جميعاً السجن .

وبعد التحقيق ، تبيّن أن أحدهم قد قام بسرقة البيت وجميع محتوياته ، بعد أن جاء لصديقة الكلب الذي كان قد عاش عنده دهراً من الزمن ، وأكل وشرب من طعامه ومائه ، وفعل فعلته .

فإستدعى المحقق الذكي العائلة المسروقة ، وأخبرها الأمر ، وقال لهم :

إيّاكم والكلب صاحب البيتين ، الذي تربّى ببيتين ، فإن ولائه وإنتمائه لن يكون مطلقاً لكم ، بل سيُشاركونكم به أصحاب بيته الأول ، وبذلك لن يحرسكم ويحرس أملاككم وأموالكم وأرواحكم بصورة صحيحة ، بل قد يُشارك في سرقتكم ، وحتى قتلكم ، وكما فعل كلبكم هذا .

وهنا إنتهت قصّتي . . .

وأنا أنصحكم أصدقائي وأهلي وشعبي جميعاً ، أن لا تأمنوا الكلب صاحب البيتين ، فأن ولائه وإنتمائه لن يكون مطلقاً لكم ، وسيُشارك أصحاب بيته الأول بإستباحتكم .

والله من وراء القصد .