ابشر بطول السلامة يا مربع

 

من اللافت للنظر هذه الأيام انك تجد ان كل شيء في العراق قد اصبح بشكل او بآخر اسم لا علاقة له بالمسمى ووصف فضفاض لواقع هزيل لا سيما ما يتعلق بتصريحات ووعود المسؤولين العرقوبية في المجال الخدمي والتي كلها بلا استثناء مجرد كلام علاقته بالواقع كعلاقتي بجنيفر آنستون! بينما نجد ان خلافاتهم ووعيدهم ورعدهم وبرقهم ما اسرع ما يسفر عن ترديً امني مرعب وانتكاسات خطيرة تحصد أرواح العشرات من الأبرياء الذين كان من سوء طالعهم ان يفارقوا أهلهم وأحبتهم وان يتركوا أيتامهم عالة على الناس ويتخلوا مكرهين عن أحلامهم ومستقبلهم ويومهم وغدهم وكل ما خططوا له من أمنيات ليصبحوا مجرد (مسج )من هذا الطرف الى ذاك !! ..بيد ان المواطن العراقي لم يعد نفسه ذلك المواطن الذي كانه قبل 7 سنوات الذي كان يطرب لسماع الوعود المعسولة من السادة المسؤولين متمثلا بقول بشار بن برد(الا لا ارى شيئا الذ من الوعد) والذي كان يتعامل معها كأنها(رأس مال) ويتصرف على اساسها والذي كان لفرط ثقته بهم كثيرا ما يقف مدافعا عن ساسته في المنابر الإعلامية المحلية والعربية ويقول أعطوهم الفرصة ليعمروا بلدهم أعطوهم المجال لينهضوا بالبلد فكانت النتيجة ان قلبوا له ظهر المجن واعطوه كماً هائلا من الوعود الغير منجزة ! بدءا من ملف الكهرباء الازلي الى الخدمات الى تحسين الواقع المعيشي الى توزيع الفائض من عائدات النفط على المواطن الى القضاء على البطالة والفساد المالي والاداري الذي ينخر مفاصل الدولة والذي كلما تم الكشف عن احد قضاياه وتناولها الاعلام بالبحث والتحليل يكون هناك بقدرة قادر ولحكمة لا يعلمها الا الله تراجع امني وتفجيرات هائلة تهز البلد وجثث تملأ الشوارع واحداث كثيرة بمجملها تجعل المواطن مضطرا رفع شعار(ورضينا من الغنيمة بالاياب) الى غيرها من الملفات الاخرى التي دخلت في نفق مظلم ولم نعد نسمع لها ذكرا .. ويتكرر المشهد مرة أخرى وأخرى بصورة تجعلنا ندور في حلقة مفرغة ما بين مواطن يطالب ويناشد ومسؤول يعد ولا ينفذ واطراف اخرى تقفز على الحبلين لتسقط هذا وتستغل ذاك...وكلنا يذكر ما صرح به اكبر مسؤول في ملف الطاقة قبل عام تقريبا عندما قال ان مطلع عام 2013 سيشهد تصدير الكهرباء من العراق الى الدول المجاورة! فكانت النتيجة من سيء الى اسوأ .. والغريب اننا اليوم نرى ونسمع نفس التصريحات التي سمعناها قبل اعوام من انهم سيدحرون الارهاب وان لا مكان للفاسدين في العراق وأن وأن..الخ والتي يعرفون حق اليقين ان المواطن لم يعد يصدقها وان لسان حاله يقول ..زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا..ابشر بطول السلامة يا مربع!!