شاهدت مقطع فيديو عن الطريقة التي تعامل بها شباب من المحرومين مع موكب مسؤول عراقي في ضاحية بغدادية، حيث انهالوا عليه بالحجارة و تصدروا الى " مدرعات الخوف" بأجسادهم ما أجبر المسؤول و معيته على الهروب وسط احتفالية شبابية تستحق الاشادة و الأحترام، حيث سيطر الرعب على القابعين في المدرعات قبل أن يسمح الشباب لهم بالمرور وسط صرخات غضب هي أقرب الى نوبات حزن لكن بضحكة عراقية. نعم انها الطريقة المثلي لمحاصرتهم في مدرعاتهم و منع مرورهم " التبجحي و الأستفزازي"، حيث يتحصنون في عربات مصفحة بسبب خوف قابع في النفوس، بينما الضحية هي أبناء العراق الطيبين الذي تحصدهم مفخخات التناحر السياسي قبل غيرها، ما يستدعي تنظيم حملة واسعة لنشر مقطع الفيديو الموجود على الشبكة العنكبوتية بعنوان "عراقيون يحتفون بموكب مسؤول عراقي يمر بمنطقتهم"وعلى الرابط التالي:
https://www.youtube.com/watch?v=tnn8a7c60RI . و من خلال هذا المقطع سيطلع الشعب العراقي و العالم على شجاعة المواطن العراقي عندما يتم توجيهه وطنيا ، مقابل خوف المسؤول من كل صيحة بعد سنوات فشل يندى لها الجبين. ونحن هنا لا نبارك فلسفة العنف المسلح لكننا ندعم فكرة اسماع الصوت بالطرق السلمية، خاصة وأن الحجارة لا تخترق فولاذ المدرعات لكنها تزرع الخوف في نفوس " المتحصنين" فيها من شعبهم. أن مجرد مرور المسؤول بعربات مدرعة و مواكب بهرجة يكشف عن الهوة العميقة بينه وبين الشعب، و انعدام الثقة في قدرته على العطاء، فهو غريب عن المواطنين لأنه لا يرى بالعين المجردة، مثلما يفضل العيش في الظلام عوضا عن تقاسم الابتسامة مع المواطنين، ما يكشف عن أسباب كثيرة في تدهور الخدمات وضياع فرص طي صفحة الماضي، وقراءة المستقبل بعيون مفتحة و رغبة تغيير تترفع عن الأحقاد الشخصية والحزبية. لن يكون العراقيون استثناءا من محيطهم العربي و الأقليمي في رفض سلطة المصفحات، لكنهم بحاجة الى توعية وطنية تترفع عن التوصيفات المذهبية والحزبية، و من هنا تبدء مسؤولية الاعلام الحرفي في اقناع الجميع بأن مسؤولية التغيير في متناول اليد، وعندما ينتفض الشعب ستنهار فلسفة المدرعات و العقيدة الأمريكية التي تسللت الى نفوس المرافقين لمسؤول لا يقوى على مصارحة شعبه لأنه خالي الوفاض ، ولا يمثل تطلعات الشعب بحدها الأدنى. أن المسؤول الذي يتحصن من شعبه ليس مسؤولا بل صاحب منصب و سلطة زائلة يرفضها الشعب و يأنف منها طالما لم تضع بينه وبين القتل اليومي سياجا وطنيا ، وأن المسؤول الذي يخاف شعبه لن يكون مضحيا، فهو يعيش حالة انفصام شخصية و خوف لا يعرف الحدود، لذلك لا يجدون لهم محبة في نفوس العراقيين، الذين يكابدون من أجل لقمة عيش كريمة بينما تنفق الملايين على موكب مسؤول يدير مؤسسته من بيته الخاص أو عبر مواقع بديلة! انها فعلا من مآسي العراق غير المعلنة، ضابط برتبة ملازم " يتبختر " بحمايات تصوب الأسلحة صوب صدور المواطنين، بينما يعيث الارهاب فسادا على بضع خطوات من " مقامه" المرتبك. اذا الوزير لا يعرف الطريق الى قلوب شعبه، فكيف ننتظر من رئيس الوزراء حلولا، واذا الأخير يراقب حركة الشارع من الفضائيات و التقارير السرية فمن أين ياتي الفرج؟ ليس مقبولا هذا التخبط وهدر المال العام بلا نتائج، لذلك نجدد الدعوة لنشر الفيديو أعلاه كي يعرف المسؤول مكانه الطبيعي، و لكسر المتبقي القليل من حاجز الخوف بين المواطن وفهلوة القوة السلبية، التي تحاول اخافة المواطن بينما تختفي أمان " دهاقنة" التفجير المسيس، نعم لارادة عراقية تصنع التغيير من الداخل، بعد مرارة القبول بمشاريع خارجية أنجبت نموذجا ساسيا كسيحا يتعكز على كل التوصيفات غير العراقية!!
|