2556و3383 أرقام دموية |
2556 و3383 هذه ليست مبيعات العملة الصعبة في البورصة العراقية، وليست اعداد البراميل المصدرة من النفط، وليست ايرادات العراق من بيع النفط، كما وليس ارقام ميغاواط داخلة في الخدمة لتحسين المنظومة الكهربائية، وليست اعداد العوائل المتعففة المشمولة بالحصة التموينية، وليس ارقام الوظائف الشاغرة في وزارات ومؤسسات الدولة. وانما الحصيلة التي كشفتها احصائية رسمية صدرت يوم الاربعاء المصادف 31 تموز 2013 كما تناقلتها وسائل الاعلام من قبل الحكومة اظهرت استشهاد واصابة 2556 شخصا خلال شهر تموز الماضي من خلال سلسلة من الهجمات الارهابية التي استهدفت العراقيين مدنيين وعسكريين، و3383 حيث افادت الارقام الصادرة عن بعثة الامم المتحدة (يونامي) يوم 1 آب عن استشهاد واصابة 3383 شخصا خلال الاعمال الارهابية الاجرامية التي وقعت خلال شهر تموز الماضي .رغم الفارق بين ارقام الجهتين الا انها تعد الاعلى منذ 2008. عند معاينة هذه الارقام يصاب المرء بالدهشة وهو يرى نزيف الدم العراقي وهل عندها مجال للحديث عن اية انجازات، ام انها اخفاقة كبيرة؟ هذه الاخفاقة الامنية يتحمل الجميع مسؤوليتها وليس جهة واحدة، اذا كانت الخلافات السياسية سببا لتزايد معدلات العنف كما يقول المتابعون للملف العراقي، فان جميع الكتل والكيانات تتحمل المسؤولية المباشرة عنها، وان كانت الاجهزة الامنية مسؤولة عن هذه الخروقات والانهيارات الامنية فهذا لايعفي الجميع من المسؤولية، حسب الاحصائية العراقية فان معدل الاعداد من الضحايا مايقارب 85 شخصا يوميا، وحسب احصائية اليونامي فان المعدل يكون مايقارب اكثر من 90 شخصا يوميا، وبخصوص الفرق بين ارقام الجهات العراقية وبعثة يونامي يقول البيان الصادر عنه ("انه واخلاء للمسؤولية ترصد بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق [يونامي] أثر العنف المسلح والإرهاب على المدنيين العراقيين وفقا لتفويضها وتعتمد البعثة على التحريات المباشرة بالإضافة إلى مصادر ثانوية موثوقة في تحديد الخسائر بين صفوف المدنيين والأرقام التي تصدرها البعثة متحفظة وقد تكون أقل من العدد الفعلي للمدنيين الذين قتلوا وأصيبوا ويعود ذلك لأسباب مختلفة وفي الحالات التي يتم فيها الحصول على أرقام مختلفة لحصيلة ضحايا الحادثة نفسها، يتم استخدام الرقم الذي تحققت منه البعثة"). وفي كلتا الحالتين انها الضحايا من العراقيين الابرياء استبيحت دماؤهم من قبل الارهابيين الظلاميين. الا تستحق عوائل الضحايا اية اعتذار من الجهات المسؤولة، الا يستحق الجرحى زيارتهم في المستشفيات لتفقد احوالهم ومعرفة احتياجاتهم، ومدى امكانية تقديم الخدمات وارسال من تستوجب حالته الى خارج العراق؟ ام يكتفي هؤلاء بانهم واجهوا الارهاب مع بقية العراقيين ببسالة؟ ان لم تكن هناك معايير للفشل لايوجد من يتحلى بالخجل من هذه الاعداد الكبيرة من الضحايا العراقيين، وفي خضم ارتفاع اعداد الضحايا عن تلك التي شهدتها الساحة العراقية ايام الاقتتال الطائفي وعن الشهر السابق، مازال هناك من يطل على شاشات التلفزة في سجالات عقيمة وطروحات لاقيمة لها بعيدة عن الواقع ومن اجل دعايات انتخابية رخصية، ويفترض بهؤلاء عيادة الجرحى والاطمئنان على صحتهم وليس التسابق في اطلاق التصريحات العقيمة ودماء العراقيين تصبغ الارض باللون الاحمر. وهذه الارقام لضحايا ابرياء سقطوا نتيجة الاعمال الارهابية فهل تم استيعاب الدرس.؟ |