بطلب من ملك اسبانيا، محمد السادس يعفو عن عراقي اغتصب 11 طفلا مغربيا، ومظاهرات غاضبة تجوب انحاء المملكة |
ويضيف الموقع "دانيال، أو صلاح الدين الذي جمعت "العربية.نت" ما تيسر عنه من معلومات من وسائل إعلام مغربية وفرنسية وإسبانية، وأهمها صحيفة "إل باييس" الشهيرة، اغتصب 11 طفلاً من إناث وذكور القنيطرة، أصغرهم عمره 3 وأكبرهم 15 عاماً، وقام حتى بتصويرهم بأشرطة فيديو عثرت عليها الشرطة الإسبانية في شقته، فاعتقلوه وحاكموه وأدانوه في أواخر 2011 بالسجن 30 سنة، وبتعويض كل ضحية بمبلغ 50 ألف درهم مغربي، أي تقريبا 6 آلاف دولار. فجأة حصل دانيال على عفو من العاهل المغربي، الملك محمد السادس، لمناسبة العام 14 لحلول "عيد العرش" الثلاثاء الماضي، ومعه حصل على العفو أيضا 47 إسبانيا كانوا بسجون المغرب، ممن تقدم الملك الإسباني خوان كارلوس، من نظيره المغربي بالتماس للعفو عنهم يوم زار المغرب الشهر الماضي. وكان للملك الإسباني ما أراد، فخرج دانيال بلا شروط "أي من دون دفع تعويض لضحاياه"، طبقاً لما قرأته "العربية.نت" مما ذكره المحامي المغربي حميد كرايري، المعروف لوسائل الإعلام في المملكة بأنه مدافع عن حقوق الإنسان عبر عضويته القيادية في "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان"، وبأنه محرك الدعوى القضائية ضد دانيال باسم من اغتصبهم. العفو الملكي المغربي عن مغتصب للأطفال أثار استغراباً لدى جمعيات حقوق الإنسان في معظم القارات، حتى في إسبانيا نفسها، بحسب ما أطلعت "العربية.نت" في وسائل إعلامها. أما في المغرب فاحتدمت على أثره ضجة متنوعة وغضب حمل المظاهرات والاحتجاجات إلى مواقع التواصل الاجتماعي والشوارع والساحات، خصوصاً يوم الجمعة الماضي. وسريعاً تبرأ الديوان الملكي من "دانيال" ببيان أصدره مساء السبت وفيه توضيح من الملك نفسه، وملخصه إنه "لم يتم اطلاعه على خطورة الجرائم الدنيئة المقترفة التي تمّت محاكمة المعني بالأمر على أساسها، وإنه لم يكن قط ليوافق على إنهاء إكمال دانيال لعقوبته بالنظر لفداحة هذه الجرائم الرهيبة". ثم نقل البيان وعدا من الملك بأنه لن يدّخر أي مجهود لمواصلة إحاطة الأطفال وعائلاتهم برعايته، وإنه قرّر فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات، لكن المطالبة الشعبية بإلغاء العفو الملكي استمرت. ورد بالتحقيق أيضا أن "دانيال فينو غالفان" هو اسم حركي أخرجته به المخابرات الإسبانية من العراق، وهي معلومة تأكدت "إل باييس" منها بعد مراجعتها أسماء من اشتغلوا بالتعليم في إسبانيا، ولم تجد بينهم من يحمل اسمه، ثم علمت من "مصادر خاصة" أنه من أبوين عراقيين، وأن المخابرات الإسبانية ضمته للمبشرين بالعفو الملكي لأنها لا تريده سجينا قد يفصح لسجناء مغاربة في العنبر عن حقيقة ما قام به في العراق، وهو ما قرأته "العربية.نت" أيضا في خبر موسع يوم الجمعة الماضي بصحيفة "لوموند" الفرنسية عن دانيال الذي فتحوا صفحة بارزة عنه في "فيسبوك" عنوانها العربي "لا للعفو عن مغتصب الأطفال" لكنها بالفرنسية وفيها الكثير مما يلبي الفضول. فيما قالت صحيفة "هسبرس" المغربية هل الإفراج عن الاسباني دانيال فينو غالفان، الذي استفاد من العفو الملكي بعد أن كان محكوما بـ30 سجنا نافذا لاغتصابه 11 طفلا كان ضمن صفقة بين المخابرات الاسبانية، والمديرية العامة للدراسات والمستندات المغربية، المعروفة اختصارا بـ"لادجيد"؟ معطيات نشرتها صحيفة "إلباييس" الاسبانية ضمن تقرير لها، أمس الجمعة، نبشت من خلالها عن الاسباني مغتصب الأطفال الـ11 والذي استفاد من عفو ملكي بمناسبة عيد العرش، سارت في اتجاه وجود صفقة بين المخابرات المغربية، ونظيرتها الاسبانية، لوضع اسم دانيال فينو غالفان ضمن المشمولين بالعفو الملكي بمناسبة عيد العرش. وتساءلا الصحيفة قائلة "السؤال الكبير هو لماذا؟ وما قيمة دانيال عند المخابرات الاسبانية؟ الجواب يفرد له إيغناسيو سمبريرو ضمن تقرير مطول له في الصحيفة الاسبانية، حيزا مهما. الصحافي المُختص بالشأن المغاربي بصحيفة "إلباييس" أكد أنّ دانيال الذي يبلغ من العمر 64 سنة، كان يعمل كضابط بالجيش العراقي، قبل أن يتقاعد ويستقر منذ ثماني سنوات بمدينة القنيطرة المغربية، حيث قدم نفسه لجيرانه الجدد على أساس أنه أستاذ متقاعد بجامعة مورسيا، كان مختصا في علم المحيطات. الصحيفة الاسبانية، أشارت ضمن ذات التقرير إلى أنّ "دانيال" كان ضابطا في الجيش العراقي، حيث ساهم بتعاونه مع مخابرات عدة دول في الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسن، مشيرة إلى أن الاسم الذي حمله مُغتصب الأطفال الإحدى عشر أي "دانيال فينو غالفان" هو غالبا ليس اسمه الحقيقي، بل هو اسم حركي للهوية التي ألبستها له المخابرات الاسبانية لإخراجه من العراق، حيث استندت الصحيفة في استنتاجها هذا على قوائم الأسماء التي اشتغلت في التعليم باسبانيا حيث لم تجد اسم دانيال فينو غالفان موجودا ضمن قائمة المدرسين المفترضين كما كان يصرح بذلك ويقدم هويته للسلطات المغربية ولجيرانه بمدينة القنيطرة. معطيات أخرى نشرتها "إلباييس" تشير إلى أن "دانيال" ولد في مدينة البصرة سنة 1950 من أب وأم عراقيين قبل أن يحمل الجنسية الاسبانية لاحقا. الصحيفة التي اجتهدت للتعريف بهوية دانيال الحقيقية عرّجت إلى الأسباب الكامنة وراء إصرار المخابرات الاسبانية على وضعه في قائمة المنعمين بالعفو الملكي، حيث نبّهت إلى أنّ "الجاسوس" الاسباني المحتمل الذي كان يعيش على الأراضي المغربية لأسباب لم توضحها "إلباييس" كان يقدم خدمات جليلة للمخابرات الاسبانية منذ أكثر من عقد من الزمن، مما يعني أنّ "دانيال" كانت بحوزته ثروة من المعلومات الحساسة التي خشيت المخابرات الاسبانية من أن يكشفها إن بقي في المُعتقل مسجونا في ظروف قاسية، لهذا بادرت إلى إطلاق سراحه بوضعه في قائمة المستفيدين من العفو الملكي. السؤال الذي لم تجب عنه الصحيفة الاسبانية هو: هل كانت هذه الصفقة باتفاق مسبق بين المخابرات المغربية ونظيرتها الاسبانية وبعلم القصر المغربي، أم أنه سيناريو استخباراتي اسباني انطلى على المخابرات المغربية، وعلى المسؤولين عن وضع قوائم العفو في القصر الملكي بالمغرب؟ وهناك معلومة مختلفة عن السياق الذي سردته "إل باييس"، وذكرها لموقع "هسبريس" الإخباري المغربي "مصدر رسمي" قال فيها إن العفو كان "بسبب إصابة الستيني الإسباني بمرض السرطان في مراحله المتقدمة والأخيرة"، وإن محاميه المغربي، محمد بن جدو، ذكر أن دوائر الأمن بالقنيطرة أفرجت عن دانيال الخميس الماضي، واقتادته عناصر أمنية إلى مركز "باب سبتة" كإشراف منها على مغادرته المغرب. وراجعت "العربية.نت" أخبارا وردت في الصحف المغربية عند اعتقال دانيال في 2011 بتهمة الاغتصاب الطفولي، فاتضح من ملف التحقيق المغربي معه أن أصله العراقي وارد فيه، وأن "إل باييس" حصلت على هذه المعلومة من ملف التحقيق، لا من "مصدر رسمي" كما ذكرت. أما منصبه كضابط سابق في الجيش العراقي معارض لنظام صدام فورد على لسان محاميه محمد بن جدو.
|