تركيا العلمانية تبكي الاخوان المسلمين

 

 

المتابع لكل احداث المنطقة العربية منذ انطلاقة ما يسمى بالربيع العربي والى يومنا هذا يجد ان القفز على المواقف والتسلّق على دماء الاخرين هو سيد الموقف وهذا ما عبرت عنه بشكل واضح حركة الاخوان المسلمين في الدول التي شهدت تغييرا جذريا في مؤسسات الدولة ولعل الاهم والابرز دولة مصر العربية وتونس الخضراء حيث لاحظنا بشكل لا يقبل الحوار كيف ان الاخوان صادروا حق الشباب العربي في هاتين الدولتين وامسكوا بزمام السلطة والغي دور الشباب الثائر الذي أطاح بعروش مخضرمة تكاد تكون ملكية اكثر منها رئاسية وهنا شهد التاريخ على واحدة من مفاصله التي زورتها الاحداث وانقلبت على الواقع الصحيح بما لا يمكن اعتباره امرا عاديا والسكوت عليه اوجب من اثارته.

لذلك انطلق الشباب الواعي مرة اخرى ضد الحكومات الاخوانية التي تربعت على العرش لانها ستجعل من تلك الدول مرتعا للافكار المتخلفة والتعامل المتعجرف من قبل تلك العقول التي لا تريد ان تعي حقيقة وواقع العصر الذي نعيش فيه بعيدا عن كل الترهات والقيم التي يحاولون ترسيخها في المجتمع العربي الاسلامي وبالطريقة الخطأ تجعل من الفرد العربي نافرا لكل تلك الوجوه .

وسط هذا المهرجان المستعر في المنطقة تعود تركيا مرة اخرى بحكومتها الاردوكانية الاخوانية والتي تتبنى فكر اولئك الذين بدأوا بتدمير بلدانهم ليتحدى ""اردوكان الامبراطور العثماني"" كما يبدو كل العالم المتحضر الذي يقف مع الشعب المصري وهو يخرج بمظاهراته المليونية مطالبا الجيش بلجم فلول الاخوان الملسمين المدججين بسلاح القامات المرعبة وهم يكنسون كل من يقف ضدهم ليقول بمليء فمه على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر متأسفا على العالم الغربي والعالم الاسلامي وموقفهم من المذابح التي يتعرض لها الكثير من المتظاهرين ولا نعلم أي متظاهرين يقصدهم السيد اردوكان هل هم في رابعة العدوية التي امست اليوم ثكنة عسكرية وليست ساحة عامة يتلألأ منها لمعان السكاكين والسواطير وقرقعة الاسلحة والذخيرة مهددين بها السلم الاهلي في مصر ، ثم يعرج في تغريدته العصماء قائلا ((أين من يدافعون عن حقوق الإنسان في أوروبا ليل نهار ويصدّعون أدمغتنا بقيمهم السامية مما يحدث في مصر؟! أين من يتشدّقون بمبادئ الديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية؟! أين هم من الجرائم التي يرتكبها قادة الانقلاب ضد المتظاهرين العزّل في مصر؟)) غريبة ان يصرّح رئيس حكومة مثل حكومة تركيا بهذا التصريح وكأنه لا يعرف الحقائق كيف قام الجيش بالتدخل !!! ألم تكن مطالب اغلب الشعب المصري من هذا الجيش بأن يتدخل لخلاصهم من كابوس سلفية الإخوان المسلمين التي ارادت  ان تدخل الامة المصرية في كهوف الرعب والخوف وجعلهم يعودون ادراجهم الى الخلف فلماذا يقف اردوكان بوجه مطالب الاغلبية الساحقة من شعب مصر واهمال حقوقهم من اجل رفاق مسيرته الاخوانية التي يريد لها ان تمتد عربيا حتى حدود دولته العتيقة لتحرق الاخضر واليابس وهو ما نراه اليوم من دمار في سورية والعراق وغيرها من دول المنطقة.

ان بكاء السيد الامبراطور على اخوان مصر له توابعه فهو يعلم ان نتائجه الاستراتيجية سيكون له الاثر الكبير على وضعه في تركيا وموقف الحزب القومي التركي من تسلق الاخوان الى حكم البلد وقد تكون أخطائهم الفظيعة في العراق وسوريا مقدمة لدمار هذه الحركة التي بدأت بفكر ربما كان معتدلا وانتهت الى فكر تكفيري سلفي لا يؤمن بما يقوله الغير، لذلك فإن السيد رئيس الحكومة التركية بحاجة الى الكثير من المناديل الورقية ليجفف دموعه على أطلال حركته الإخوانية.