لماذا هذه الطغمة الفاسدة لا تخاف من غضب الشعب ؟!

 

 

 

 

 

 

أول " نجاح " كاسح و ساحق !!، حققته الطغمة الفاسدة السياسية المتنفذة و المتحكمة بمصير الشعب العراقي ـــ طبعا إلى جانب نجاحاتها الكبيرة و الفائقة في مظاهر الفساد المستشرية و الفشل الإداري لشؤون الدولة ـــ نقول لقد تكلل ذلك النجاح بتمزيق النسيج الوطني للمجتمع العراقي و تعميق انقسامه مزقا و حطاما متناثرة ، و جعله متشظيا فرقا و فئات منحازة طائفيا و مستنفرا في تخندقات طائفية ، لا تني تتسع و تتسع كوباء منتشر و خطير فتّاك ..
فمن هنا ذلك العدد القليل و النفر الضئيل دوما من المحتجين و المتظاهرين المطالبين بحقوق المواطنة ، من أمن و أمان و خدمات و فرص عمل و تحسين مستوى المعيشة و حقوق أخرى كثيرة و مصادرة و مغبونة ..
و أبسط دليل على ذلك هو خروج عدد أكبر من العراقيين و الرافعين صور الخميني و الخائمني في يوم القدس !!، بل وأكثر بكثير من أولئك المحتجين في ساحة التحرير أو غيرها على فقدان الأمن و الأمان و المطالبين بتحسين الخدمات و الأمور الأخرى الضرورية ..
مع إن موجات النقمة و السخط على تدهور الوضع الأمني و تدني المستوى الخدمي ، تكاد أن تشمل غالبية العراقيين ، الذين يعبّرون أمام الفضائيات عن مشاعر السخط و النقمة هذه ، بأوداج وعروق و شرايين منتفخة و متوترة غضبا و استنكارا !! ، ولكنهم لسبب و أخر لا يخرجون إلى الشوارع بحشد مليوني كاسح و جارف ، ليهزوا العروش الكرتونية و الكراسي الفسفورية تحت أقدام هذه الطغمة الفاسدة و الفاقدة لأبسط معايير الإدارة و الحكم و السلطة و النزاهة و الضمير الوطني ..
فمن هنا يأتي عدم الخوف أو الوجل من غضب ونقمة الشارع العراقي ، لكونه بات شارعا متشرذما ومتشتتا ، لا يخيف أحدا ، و بالتالي لا يحسبون له حسابا أو اعتبارا ، فيتصرفون معه و كأنه رهط من عبيد قابل للبيع و الشراء ضمن مساومات و تواطئات في سوق النخاسة السياسية الرائجة كثيرا في العراق في هذه الأيام ..
فكم مسكين و مثير للشفقة ذلك الشعب ، الشعب الخامد الذي بدلا من يخشاه حكامه أو يعيرون له أهمية أو يأخذونه بالحسبان ، فأنهم يسخرون منه و يستسخفون به باستهانة و استعلاء مهين ، لكونهم مدركين أنه عاجز عن الأفعال الجذرية ، و متفرج لا أباليا على أحواله المزرية ..