مجلس (نوًام) خمس نجوم

 

ربما يكون مبنى البرلمان الحالي غير لائق بالنسبة لممثلي الشعب (اللامعين) , فمن المحتمل ان المقاعد رديئة وتوخز مؤخراتهم او كأن تكون المراحيض من الطراز الشرقي وهم يحبذون النوع الغربي , او تصدع جدران وسقوف المجلس وتشققهما , ما تسبب بتساقط قطرات من الماء المسرب على بدلاتهم الفرنسية , فاستشاطوا غضبا , مادفعهم الى تخصيص (40) مليار دينار من ميزانة المجلس (المترهلة) لأنشاء مبنى مجلس النواب الجديد - طبقا للنائب حسن البياتي - لكي يكملوا مشوار نومهم الطويل الهانئ , ويستمتعوا بأحلام سعيدة , داخل فندقهم الجديد , البارد صيفا , والدافئ شتاءا , والذي من المؤمل ان يبنى وفق اخر صيحات الموضة المعمارية , واحدث التصاميم الهندسية . وربما تكون السيارات التابعة لهيئة رئاسة المجلس (خردة) وكثيرة الاعطال , وصنعت في ثمانينيات القرن الماضي من مناشئ صومالية , او كونها احادية الدفع (ستوتة) , ما حث الهيئة على رصد مبالغ اضافية تقدر بثلاثة ونصف مليار دينار من ذات الميزانية لشراء (25) سيارة بمواصفات (خيالية) لهيئة الرئاسة المقبلة , حرصا من السلف على راحة الخلف . ولأجل ان يسهر الشعب على راحة النواب (الملوك) فقد تم تعيين (300) موظف خارج الضوابط والسياقات القانونية المعمول بها , وغالبيتهم من المحسوبين على هذا النائب او ذاك , اوالمنسوبين الى هذه الكتلة او تلك , لكي يساهموا في اعانة النواب على تمشية امورهم , في حال سفرهم الى الخارج للتنزه او للقاء افراد العائلة , اوعند الغياب عن الجلسات لتلبية النائب طلبات أم البيت . احد الموظفين في مطار بغداد قال ساخرا في تعليق على صفحته في (الفيس بوك) : خلت ان البرلمان سيعقد جلسة طارئة في احدى صالات المطار , بعدما غصت الصالة بنواب الشعب , وشاهدت تكدسهم - بشكل لايصدق - في قاعات اخرى , فتبين انهم يرومون السفر للاستجمام او للقاء اسرهم اثناء عطلة العيد , وقسم اخر فضل الذهاب الى بيت الله لاداء العمرة . والمصيبة انه عندما يدافع احد هؤلاء النواب(الفاسدين) عن نفسه يقول : انا منتخب من الشعب , وجئت عبر صندوق الاقتراع . طيب لماذا يدفع المواطنون الاخرون ثمن جهل الناخب المخدوع الذي صوت لكم ؟ ومن اعطاكم الحق لتسرقوا وتفسدوا وتهدروا الاموال , باسم الديمقراطية ؟ ان من ينهب البلاد ويصادر حقوق العباد ويأكل اموال الافراد يعتبر فاقد الشرعية , وتوجب محاسبته ومعاقبته وفضحه امام ناخبيه ومريديه , ليكونوا على بينة من دناءة نفسه وانحطاط افعاله وكذب اقواله . وفي الختام اتوجه الى المواطنين الذين يتخذون من بيوت الصفيح مساكن لهم , ومن النبش في المزابل عملا لهم , ان طال صمتكم فستبقون على حالكم الى ابد الابدين , وليعلم من سواكم , ان الحقوق تنتزع لا تعطى فهي (الحقوق) ليست هدية او منحة .